صفحة جزء
( 6109 ) فصل : وإن قال : والله لا وطئتك إلا برضاك . لم يكن موليا ; لأنه يمكنه وطؤها بغير حنث ، ولأنه محسن في كونه ألزم نفسه اجتناب سخطها . وعلى قياس ذلك كل حال يمكنه الوطء فيها بغير حنث ، كقوله : والله لا وطئتك مكرهة ، أو محزونة . ونحو ذلك فإنه لا يكون موليا . وإن قال : والله لا وطئتك مريضة . لم يكن موليا لذلك ، إلا أن يكون بها مرض لا يرجى برؤه ، أو لا يزول في أربعة أشهر ، فينبغي أن يكون موليا ; لأنه حالف على ترك وطئها أربعة أشهر . فإن قال ذلك لها وهي صحيحة ، فمرضت مرضا يمكن برؤه قبل أربعة أشهر ، لم يصر موليا ، وإن لم يرج برؤه فيها ، صار موليا .

وكذلك إن كان الغالب أنه لا يزول في أربعة أشهر ، صار موليا ; لأن ذلك بمنزلة ما لا يرجى زواله . وإن قال : والله لا وطئتك حائضا . ولا نفساء ، ولا محرمة ، ولا صائمة . ونحو هذا ، لم يكن موليا ; لأن ذلك محرم ممنوع منه شرعا ، فقد أكد منع نفسه منه بيمينه . وإن قال : والله لا وطئتك طاهرا . أو : لا وطئتك وطئا مباحا . صار موليا ; لأنه حالف على ترك الوطء الذي يطالب به في الفيئة ، فكان موليا ، كما لو قال : والله لا وطئتك في قبلك . وإن قال : والله لا وطئتك ليلا . أو : والله لا وطئتك نهارا . لم يكن موليا ; لأن الوطء يمكن بدون الحنث .

وإن قال : والله لا وطئتك في هذه البلدة . أو : في هذا البيت . أو نحو ذلك من الأمكنة المعينة ، لم يكن موليا . وهذا قول الثوري ، والأوزاعي ، والشافعي ، والنعمان ، وصاحبيه . وقال ابن أبي ليلى ، وإسحاق : هو مول ; لأنه حالف على ترك وطئها . ولنا أنه يمكن وطؤها بغير حنث ، فلم يكن موليا ، كما لو استثنى في يمينه .

التالي السابق


الخدمات العلمية