[ ص: 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم كتاب قتال أهل البغي والأصل في هذا الباب قول الله سبحانه : {
وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } . إلى قوله : {
إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم } . ففيها خمس فوائد : أحدها أنهم لم يخرجوا بالبغي عن الإيمان ، فإنه سماهم مؤمنين . الثانية ، أنه أوجب قتالهم . الثالثة ، أنه أسقط قتالهم إذا فاءوا إلى أمر الله . الرابعة ، أنه أسقط عنهم التبعة فيما أتلفوه في قتالهم .
الخامسة أن الآية أفادت جواز قتال كل من منع حقا عليه . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35579من أعطى إماما صفقة يده ، وثمرة فؤاده ، فليطعه ما استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه ، فاضربوا عنق الآخر . } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم . وروى
عرفجة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20214 : ستكون هنات وهنات . ورفع صوته : ألا ومن خرج على أمتي وهم جميع ، فاضربوا عنقه بالسيف ، كائنا من كان } . فكل من ثبتت إمامته ، وجبت طاعته ، وحرم الخروج عليه وقتاله ; لقول الله تعالى : {
يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=16090بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ، في المنشط والمكره ، وأن لا ننازع الأمر أهله } .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36311 : من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، فمات ، فميتته جاهلية } . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، كلها بمعنى واحد . وأجمعت الصحابة رضي الله عنهم ، على
قتال البغاة ، فإن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر رضي الله عنه قاتل مانعي الزكاة ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي رضي الله عنه قاتل أهل
الجمل وصفين وأهل
النهروان .