( 7958 ) فصل :
وحروف القسم ثلاثة ; الباء ، وهي الأصل ، وتدخل على المظهر والمضمر جميعا . والواو ، وهي بدل من الباء ، وتدخل على المظهر دون المضمر لذلك ، وهي أكثر استعمالا ، وبها جاءت أكثر الأقسام في الكتاب والسنة ; وإنما كانت الباء الأصل ، لأنها الحرف الذي تصل به الأفعال القاصرة عن التعدي إلى مفعولاتها ، والتقدير في القسم ، أقسم بالله ، كما قال الله تعالى : {
وأقسموا بالله جهد أيمانهم } . والتاء بدل من الواو ، وتختص باسم واحد من أسماء الله - تعالى ، وهو الله ، ولا تدخل على غيره فيقال : تالله . ولو قال : تالرحمن ، أو تالرحيم . لم يكن قسما .
فإذا أقسم بأحد هذه الحروف الثلاثة في موضعه ، كان قسما صحيحا ; لأنه موضوع له . وقد جاء في كتاب الله - تعالى ، وكلام
العرب ، قال الله تعالى : {
تالله لتسألن عما كنتم تفترون } . {
تالله لقد آثرك الله علينا } . {
تالله تفتأ تذكر يوسف } . {
تالله لقد علمتم } . {
تالله لأكيدن أصنامكم } . وقال الشاعر :
تالله يبقى على الأيام ذو حيد بمشمخر به الضيان والآس
فإن قال : ما أردت به القسم .
لم يقبل منه ; لأنه أتى باللفظ الصريح في القسم ، واقترنت به قرينة دالة عليه ، وهو الجواب بجواب القسم . ويحتمل أن يقبل منه في قوله : تالله لأقومن . إذا قال : أردت أن قيامي بمعونة الله وفضله . لأنه فسر كلامه بما يحتمله . ولا يقبل في الحرفين الآخرين ; لعدم الاحتمال . ويحتمل أن لا يقبل بحال ; لأنه أجاب بجواب القسم ، فيمنع صرفه إلى غيره .