المسـارعة... والسـبق
فكيف تمت المعجزة ؟
وما هـي (الظروف) التي أعانتها على التحقق: استيعاب مذهل للعقل البشري، لتغيرات جذرية، مكنته من إعادة التشكل والعمل وفق صيغ جديدة لم يألفها قبل إنسان؟!
إننا نستطيع أن نحظى ببعض الإضاءات المركزة التي تعين على الجواب.. إن الإسلام -من جهة- منح المنتمين إليه قدرات " إضافية " لتجاوز حيثيات الزمان والمكان والتحقق بالتوافق المنشود.. إنه، بالسلم ذي الدرجات العريضة الذي رسمه لهم، والذي يبدأ بالإسلام وينتهي بالإحسان.. هـنالك حيث التكشف الكامل، والإبداع التام، والتقابل الذي لا يحجبه شيء بين الله والإنسان..
( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ..
إن الناس في الأعم الأغلب، يمشون إلى أهدافهم، أو يهرولون إليها، ولكننا نرى هـنا أناسا يركضون.. لقد بعث الإسلام أجيالا من العدائين الذين عرفوا كيف يحطمون الأرقام القياسية وهم يجتازون
[ ص: 30 ] الموانع والمتاريس، ويقطعون المسافات الطوال... إن القرآن الكريم نفسه يصفهم بأنهم
( يسارعون في الخيرات ) (الأنبياء:90) ، وأنهم
( ... وهم لها سابقون ) (المؤمنون:61) .. فها نحن بصدد مؤشرين للسرعة.. والإنجاز الذي يختزل ويحقق أهدافه القياسية المرتجاة: المسارعة.. والسبق..