الصليبيون في بيت المقدس
(وملكوها ضحوة نهار يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان (492هـ) وركب الناس السيف، ولبث الفرنج في البلدة أسبوعا يقتلون فيه المسلمين، وقتل الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفا، منهم جماعة كبيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم.. وأخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا من الفضة، وأخذوا تنورا من فضة، وأخذوا من القناديل الصغار مائة وخمسين قنديلا، ومن الذهب نيفا وعشرين قنديلا، وغنموا ما لا يقع عليه الإحصاء)
(الكامل: 10/283 وما بعدها) لابن الأثير، والبداية والنهاية (12/156 وما بعدها) لابن كثير. [ ص: 177 ]
(استباح الفرنجة بيت المقدس ، وأقاموا في المدينة أسبوعا ينهبون ويدمرون، وأحصي القتلى بالمساجد فقط من الأئمة والعلماء والعباد والزهاد المجاورين فكانوا سبعين ألفا أو يزيدون..)
العبر (5/184) لابن خلدون .
_كان قومنا يجوبون، كاللبوات التي خطفت صغارها، الشوارع والميادين وسطوح البيوت ليرووا غليلهم من التقتيل، فكانوا يذبحون الأولاد والشبان والشيوخ ويقطعونهم إربا إربا، وكانوا لا يستبقون إنسانـا، وكانوا يشنقون أناسا كثيرين بحبل واحد بغية السرعة.. وكان قومنا يقبضون على كل شيء يجدونه فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعا ذهبية، وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث.. ثم أحضر بوهيموند جميع الذين اعتقلهم في برج القصر، فأمر بضرب رقاب عجائزهم وشيوخهم وضعافهم، وبسوق فتياتهم وكهولهم إلى أنطاكية ليباعوا فيها..
لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هـيكل سليمان، فكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هـنا وهنالك، وكانت الأيدي والأذرع المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها، فإذا ما اتصلت ذراع بجسم لم يعرف أصلها، وكان الجنود الذين أحدثوا تلك الملحمة لا يطيقون رائحة البخار المنبعثة من ذلك إلا بمشقة..
وأراد الصليبيون أن يستريحوا من عناء تذبيح أهالي القدس قاطبة، فانهمكوا في كل ما يستقذره الإنسان من ضروب السكر والعربدة..
غوستاف لوبون (حضارة العرب: 400 وما بعدها)
(حدثت ببيت المقدس مذبحة رهيبة، وكان دم المقهورين يجري في الشوارع، حتى لقد كان الفرسان يصيبهم رشاش الدم وهم راكبون، وعندما أرخى الليل سدوله جاء الصليبيون وهم يبكون من شدة الفرح، وخاضوا الدماء التي كانت تسيل كالخمور في معصرة العنب، واتجهوا إلى الناووس، ورفعوا أيديهم المضرجة بالدماء لله شكرا..)
(Wells: A Short of theMiddle Eastp:74)
(وتحركت جموع الصليبين بعد إنطاكية تجاه بيت المقدس، وفي [ ص: 178 ] الطريق اتصل الصليبيون بالموارنة، وهم قوم أشداء، ومقاتلون بواسل، فأسدى إليهم خدمات جليلة لمعرفتهم تلك المنطقة، فكانوا الأولاد لهم..)
Willism of Tyrd Vol: 2p: 429
وموسوعة التاريخ الإسلامي للدكتور أحمد شلبي (5/593 وما بعدها) وحتى إذا أطلت طلائع الصليبيين أمكن الموارنة أن يمدوهم بثلاثين ألف نبال، أجمع الفرنجة على الإعجاب لشجاعتهم ومهارتهم.. فالمارونية بنت لبنان ، ولبنان في الكثير من مزاياه وخصائصه صنع المارونية.. فلا وطن لها سواه، ولا كيان له بدونها..
فؤاد أفرام البستاني في محاضرته عن مار مارون (التبشير والاستعمار: 28) .
التالي
السابق