(2 ) المفهومات المغلوطة عن الجنس ووظيفته في الحياة
إن كثيرا من المفهومات المغلوطة عن الجنس جاءت نتيجة للترجمة الحرفية لكتب التربية وعلم النفس، حيث عمم المترجمون ما فيها من أفكار على المجتمعات المسلمة، ولنأخذ مثلا: مفهوم " الكبت " كما هـو شائع، وكما يعرفه "
فرويد " إذ يقول: " إن الكبت ليس هـو الامتناع عن إتيان العمل الغريزي - فذلك مجرد تعليق للعمل - ولكن الكبت
[ ص: 42 ] هـو استقذار الدافع الغريزي، والشعور بأنه دنس لا ينبغي للإنسان أن يفكر فيه، فيكبته في " اللاشعور " وهذا الكبت - بمعنى الاستقذار - يظل قائما في النفس ولو أتى الإنسان الفعل الغريزي عشرين مرة، فلا علاقة له بالممارسة، إنما علاقته بالشعور "
>[1] والمعروف أن فكرة " الكبت " هـذه تولدت من الإحساس الذي كان يلازم شعوب
الهند وأوروبا نتيجة خرافات ومعتقدات من ممارسة الغريزة الجنسية، وحيث كان الرجل يحس بالإثم، ويلوم نفسه كلما مارس هـذا العمل الطبيعي مع زوجته؛ الأمر الذي أورثهم كثيرا من الأمراض النفسية والعصبية والآفات، بل أدى بهم إلى الانحرافات الجنسية والشذوذ، مما جعل العلماء يعالجون هـذه الظاهرة لتخليص الناس من هـذا الإحساس، ثم انتقلت هـذه الأفكار والمعالجات عن طريق الترجمة إلى مجتمعاتنا وجامعاتنا وكتبنا، مع أن المجتمع العربي المسلم يحترم دينه هـذه الغريزة الفطرية، ولا يستهجنها، أو يستقذرها.
ولا يعدو الأمر أن يكون دعوة للشباب المسلم إلى ممارسة الزنا وأنواع الشذوذ المختلفة تحت اسم محاربة " الكبت الجنسي " وهي من بدع يهود في " بروتوكولات حكماء صهيون " حيث يرون أن إخضاع " الأميين " لا يتم إلا بنشر الإباحية الجنسية، ومحاربة الأخلاق والنظام الأسري بألوان من الإغراء، وإثارة الشهوات، وتسهيل وسائل الاتصال المحرم، والفوضى الجنسية التي جعلت
فرنسا تركع في أولى ضربات الحرب وتستسلم، حيث أرجع
المارشال " بيتان " ذلك كله لفوضى الجنس " زنوا خطاياكم - بني قومي - إن خطاياكم ثقيلة، إنكم لم تريدوا
[ ص: 43 ] أطفالا، وهجرتم حياة الأسرة، ونبذتم الفضيلة، وكل المثل الروحية، وانطلقتم إلى الشهوات تطلبونها في كل مكان؛ فانظروا إلى أي مصير قادتكم الشهوات "
>[2] .
وقد نادى
الشيوعيون بمبدأ المساواة في مجال الجنس، وأباحوه لتحطيم نظرية الزواج باعتباره من إرث البرجوازية، وأطلقوا اسم " نظرية كأس الماء " على إمكانية ممارسة الجنس، كما يتناول المرء كأس ماء، واعتبروا الزواج مغامرة جنسية بين شخصين لا إلزام عليهما في نتائجها من أبناء وغير ذلك، ولكنهم عانوا من ذلك وأحسوا بالخطر الذي يهدد كيانهم، ويحطم شبابهم، حتى إن زعيمهم "
لينين " وصف تلك النظرية بأنها حطمت الشباب وجعلتهم متهورين مجانين، وأن النظرية ضد المجتمع. كما هـاجم مفكرو الصين هـذه النظرية التي تقضي على غريزة الأبوة، والعواطف العائلية، ووصفوا "
ماركس " بأنه كان في غاية البلاهة في نظريته تلك.