الفصل الثالث
الحل الإسلامي في إعداد الشباب
[ ص: 107 ] تمهيد
الإنسان مخلوق كرمه الله سبحانه وتعالى كرامة يستمدها من عقيدته، ويستحقها بسلوكه وعمله،وإذا كان الكمال النسبي للأشياء يقاس بمدى تحقيقها للوظائف التي وجدت من أجلها فإن إعداد الإنسان في شبابه لتحقيق سر وجوده أمر مفروض على كل حاكم ومسئول ومرب، فالدولة التي تريد العزة والمنعة والقوة لنفسها هـي التي تبذل أقصى جهدها في بناء شبابها وإعدادهم بما يجعلهم في مستوى تكريم الله لهم، وبما يجعلهم قادرين لا على استهلاك معطيات الحضارة بل على الاستفادة منها،واستغلالها، والإضافة إليها، وعلى بناء الحضارة نفسها، وإذا كان الله سبحانه وتعالى يقول لنا:
( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ، فالإنسان المدرب القوي هـو أول مستلزمات هـذه القوة، بحيث تكون القوة المبنية على الحق والعقل، والعلم والعدل هـي الصفة الممثلة لطابع الأمة شيبا وشبابا، ولهذا سنتحدث عن جوانب هـامة في إعداد الشباب، والتي تتمثل فيما يلي: