ظاهرة الخوف من الطبيعة والسحر والسحرة
تتكون تصورات المجتمع التقليدي السنغالي ومدركاته من تجارب كثيرة، منها: تلك التي تأتي من العالم المرئي، أي: من ظواهر الطبيعة المباشرة. فليست الطبيعة مجرد مادة ترى وتلمس وتحس بل وراءها قوة فاعلة متحركة ومحركة تتصرف في مجاري الأمور
>[1] يخضع لها الإنسان ويرتبط بها ارتباطا لا فكاك له، فرخاء الهيئة الاجتماعية وسلامة أعضائها وحياة كل فرد خاصة أو عامة من صحة ومرض ونجاح وفشل وسعادة وشقاء تتوقف على التأثيرات الطيبة أو السيئة الآتية من العالم غير المرئي. وهم لذلك لا يرون أملا للوصول بمشروع من مشاريعهم إلى مرافئ النجاح إلا إذا أمنوا شر قوى الطبيعة التي تطاردهم وتلاحقهم
[ ص: 42 ] ولا تدعهم يتنفسون لحظة.
وسوف نرى أن الخوف من ثوران الطبيعة، والعمل على ابتغاء مرضاتها، والتحصن ضدها لم يختف في
السنغال رغم انتشار الديانة الإسلامية بين ظهراني أهله.