مقدمة

لم يكن في عزمي وأنا أخطط لهذا الكتيب أن أغطي جميع جوانب موضوع البنوك الإسلامية؛ فذاك عمل يحتاج إلى مجلدات، وقد اخترت أن أطرح ثلاث قضايا رئيسة أعالج من خلالها ما أشعر بأنه يمثل اختناقات العمل المصرفي الإسلامي؛ وهذه القضايا هـي:

1 – علاقة الدولة بنشاط البنوك الإسلامية.

2 – علاقة هـذا النشاط بالشريعة الإسلامية.

3 – مدى قرب أو بعد التطبيق عن الفكرة.

وأشعر بعد أن انتهيت من هـذا العمل أني قد اضطررت إلى التعرض لكثير من المسائل التي لم يكن بالنية التعرض لها، والتي تحتاج معالجتها إلى أبحاث مفصلة متعددة، فمعذرة للقراء الذين لا يجدون في هـذا الكتيب ردا على أسئلة كثيرة تدور بخواطرهم مما لم أتعرض له في هـذا البحث. [ ص: 15 ]

ثم إني لصغر الحجم المخطط لهذه السلسلة قد اضطررت كذلك إلى الإيجاز أحيانا؛ اعتمادا على أن بعض المعلومات عن البنوك الإسلامية أصبحت مشاعا بين المهتمين بأمورها، وإن كان في هـذا تعميم لا يطابق الواقع دائما، فمعذرة مرة أخرى للقراء الذين لا يجدون في هـذا الكتيب بسطا لبعض المسائل التي أظن أن من السهل أن يحصلوا على ردود لها في مجال آخر.

لقد كثرت التآليف مؤخرا في هـذا الموضوع بمختلف اللغات، وعلى مستوى المقالات والكتب والأبحاث؛ بل على مستوى رسائل الماجستير والدكتوراه التي جاوزت في أوروبا وأمريكا وحدهم الخمسين عددا... بل لقد بلغ عدد القوائم البيلوجرافية عما كتب في هـذا الموضوع عشر قوائم.

وأمام هـذا الفيض من الكتابات أشعر بالحرج إذ تنتدبني سلسلة ((كتاب الأمة)) للكتابة في هـذا الموضوع؛ فإن كنت قد وفقت فمن الله سبحانه – نحمده أولا وآخرا – وإن كانت هـناك هـنات فنسأل الله العفو، ونشكر سلفا من دلنا عليها، والله من وراء القصد.

جمال الدين عطية [ ص: 16 ]