خاتمة

أما بعد

فقد أصبحت البنوك الإسلامية واقعا وجد ليبقى - على تعبير المراقبين الدوليين - والقضية الآن هـي في ترشيد هـذه الحركة، والتخطيط لها، وتصحيح مسارها حيثما كان في حاجة إلى تصحيح.

ويهمنا في ختام هـذا الكتيب أن نشير إلى عدة أمور لا تخفى على القارئ الكريم:

أولا: أن النظام المصرفي الإسلامي جزء من النظام الاقتصادي الإسلامي، بل جهاز من أجهزته، ولا يمكن توقع نجاحه الكامل إلا في ظل نظام اقتصادي إسلامي.

ثانيا: أن النظام الاقتصادي الإسلامي جزء من النظام الإسلامي المتكامل بكافة نواحيه الاجتماعية والخلقية والروحية والتربوية والقانونية... إلخ، وهو كل لا يتجزأ ويشد بعضه أزر بعض، وكما رأينا في بعض ثنايا الحديث عن البنوك الإسلامية فإن بعض ما يقابلها من صعاب ناتج عن أنها واحات منفصلة في محيط [ ص: 194 ] مختلف لا يتفهم مراميها، ولا يقدم لها الحماية اللازمة.

ثالثا: أن حركة البنوك الإسلامية تجربة لتطبيق الشريعة الإسلامية، والتشابه بينهما شديد من حيث الدوافع والمؤيدين والمعارضين والمنهج والعقبات، ولذلك كان حريا بالمنادين بتطبيق الشريعة الإسلامية أن يراقبوا عن كثب هـذه التجربة، وأن يفيدوا منها فيما هـم بصدده.

رابعا: أن حركة البنوك الإسلامية بداية التحرر من النظام الربوي الذي هـو أحد الأعمدة الرئيسة للنظام الاقتصادي الرأسمالي، ومن هـنا كان اهتمام الأوساط الغربية بمراقبة هـذا الوليد الذي يحمل بين جنبيه عناصر نظام اقتصادي عالمي جديد.

خامسا: أن المراحل الطبيعية لنجاح هـذه الحركة ولنجاح تطبيق الشريعة الإسلامية على وجه العموم تتمثل في مراحل ثلاث:

(أ) الفكر الواضح، والنظرية المفصلة.

(ب) إعداد الكوادر التي تقوم بتنفيذ التجربة.

(جـ) توعية وتوجيه جمهور المتعاملين.

بهذه المراحل الثلاث يمكن أن تصل التجربة إلى أهدافها، وإذا غابت إحداها لسبب أو أخر لزمنا بذل جهد مضاعف لتدارك النقص الناتج عن غيابها. نسأل الله العلي القدير أن يوفق القائمين على هـذه الحركة، وأن يأخذ بأيديهم إلى طريق السلامة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [ ص: 195 ]