2- عدم التناسق بين انفعال الخطيب وموضوع الخطبة
إن الخطبة -كما قدمنا- لها مقوماتها وخصائصها الفنية. وهي تختلف عن المحاضرة التي تلقى في قاعة هـادئة على جمهور منتخب، وعن الدرس المفصل الذي يلقيه الأستاذ على تلاميذه.. إن الخطبة هـي فن نقل الكلمة إلى المستمع بحرارتها، وإيصالها إليه حية مفعمة بالعاطفة المناسبة، لكن بعضهم يظن للأسف أن الخطبة تعني افتعال الحماس، والصراخ أمام مكبر الصوت ، وثقب طبلة أذن المستمع، وقد يكون الموضوع المطروح لا يحتاج إلى هـذا الانفعال كله، مما يشعر المستمع بالافتعال في الانفعال فلا تستقبل نفسه المعنى المطروح الاستقبال المناسب، بل قد ترفضه في بعض الأحيان، وعلى العكس من ذلك يصادفك خطباء آخرون لا يعطون المعاني حقها من الانفعال، فيلقونها ببرود شديد يعوق دخولها إلى إحساس المستمع، وقد تكون هـذه المعاني حارة ساخنة تحتاج إلى عاطفة الخطيب فيبخل عليها بعاطفته مما يؤدي إلى إهدارها، واستقرارها في الآذان بدلا من القلوب.
التالي
السابق