مقومات الشخصية المسلمة أو الإنسان الصالح

الدكتور / ماجد عرسان الكيلاني

صفحة جزء
5- حصر القدرات بالعقلية والجسدية دون الأخلاقية

ومن الإنصاف كذلك أن نقول: إن التربية الحديثة تقدمت تقدما ممتازا في ميدان دراسة القدرات العقلية، وتصنيفها، والدراسات المتعلقة بالدماغ والجهاز العصبي، والمجالات التي يمكن توظيف هـذه القدرات العقلية فيها، بما يناسب الثورة العلمية، والتفجر المعرفي القائم. ومثله أيضا القدرات الجسدية، والتعمق في فهمها وتوظيفها، وما يتفرع عن ذلك في ميادين التربية الصحية.

ولكن الأزمة ما زالت قاتلة في ميدان القدرات الأخلاقية. ونحن نسميها قدرات؛ لأننا نؤمن أن بذور الأخلاق والقيم موجودة كامنة في الإنسان كالقدرات العقلية، والقدرات العضلية، وأنها بعض مكونات " الوسع " الذي جعل الله التكليف على أساسة:

( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) (البقرة: 286) .

وهي يوم يجري الانتباه إليها، ويقوم البحث العلمي والتربوي في أصولها ووظائفها، وأساليب تنميتها، ستبرز فضائل الإنسان، وتتكامل مع بقية مزاياه التي تفرد بها بين المخلوقات، والتي قرر الله سبحانه أنه يعلم عن وفرتها وسموها، ما لا تعلمه الملائكة، الذين لم يروا في الإنسان إلا جانب التخلف، ما ينتج عنه من إفساد في الأرض، وسفك الدماء. [ ص: 143 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية