وظيفة السنة النبوية في البناء الحضاري
ما هـي وظيفة السنة النبوية في البناء الحضاري الحديث؟
يبدو والله أعلم أن هـذا السؤال من أخطر الأسئلة التي تواجه حركة البناء [ ص: 66 ] الحضاري الحديثة لأسباب منها:
- أن عملية البناء الحضاري المقصودة هـنا، هـي التي تدور في إطار المرجعية الإسلامية. وهذه الأخيرة تنبني على الوحي الأعلى - قرآنا وسنة - ولهذا فمن اللازم ابتداء أن يتفاعل العقل المسلم، مع هـذا الإطار المرجعي الأم، الذي بدونه تصبح عملية البناء الحضاري، لا علاقة لها بالمجتمع الإسلامي، وبالثقافة التوحيدية.
- إن عملية التعامل مع الوحي، تتم عن طريق مفتاح السنة النبوية المطهرة، فبالإضافة إلى كون السنة وحيا مبينا للقرآن، وموضحا له، وكاشفا لأسراره، وسننه، وخيراته، وأحكامه، فهي كذلك مدخل مفتاحي، لتحقيق الوعي على القرآن، وبدونها يتعذر التعامل الحقيقي، والصحيح معه.
فالتلازم بين البناء الحضاري، والسنة النبوية المطهرة، على جميع المستويات تلازم ابتدائي، بمعنى أنه لا يمكن الحديث عن البناء الحضاري، وإحداث تغيير اجتماعي، في واقع الناس النفسي، والاجتماعي، بمعزل عن السنة النبوية المطهرة، فهي الأساس الذي لا يمكن أن تقوم بدونه عملية تغييرية، تنتمي إلى الثقافة التوحيدية. كما أن الحديث عن السنة النبوية سيبقى نظريا، وجذبيا فرديا ما لم يتحول إلى قوة داينامية، تحرك طاقات المجتمع، وتوجهها لممارسة عمليات البناء الحضاري، من أجل تحقيق مقاصد حددها المولى تبارك وتعالى في كتابه العزيز الحكيم، ووضحتها السنة النبوية المطهرة، في ثنايا توجيهاتها، وسننها المضطردة.
التالي
السابق