دور الذكر والجهاد في صناعة المستقبل
هذه دراسة في جهاد أهل الذكر، وبيان حالهم، في ساحات الجهاد، في سبيل الله، نشرح فيها معاني كلمة الذكر، في لغة القرآن الكريم، وصفات أهل الذكر، ومراتب الجهاد في سبيل الله، ومقام الجهاد في الدين، مع تقديم نماذج من جهاد أهل الذكر، من لدن عهد النبوة، والصحابة والتابعين لهم، لتكون أنموذجا للاقتداء، حيث يقوم اليوم، طوائف من أهل الذكر، بأمر الدين، والجهاد في سبيل الله، يدورون مع الكتاب، حيث دار، ويهتدون بهدي السنة النبوية، ويجددون، أمر هذا الدين، يحيون شعائره، ويقيمون شرائعه، ويجمعون بين القرآن والسلطان، ويؤاخون بين السيف والقلم، وهم أهل البشرى، بشرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم
( فقال: لا يزال أهل الغرب، ظاهرين على الحق، حتى تقوم الساعة ) ،
>[1] وهم أهل الحدة، والشوكة، والسلاح، أي الجهاد في سبيل الله، وهم أيضا، امتداد
المهاجرين والأنصار ، ممن ساحوا في الأقطار، يرفعون لواء التوحيد، وذلك إلى كونهم أظهر جهة في اتجاه الغرب، وأقربها من جهة القبلة.
وهذه هي المعاني الجامعة لكلمة الغرب، كما جاءت في هذا الحديث،
>[2] وأنها الطائفة المنصورة إن شاء الله تعالى، تحقيقا لوعد ربنا:
( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين *
إنهم لهم المنصورون *
وإن جندنا لهم الغالبون ) (الصافات: 171-173) .
[ ص: 63 ]