أولا: معاني القنوت في اللغة
قنت * القنوت:
يرد القنوت في لسان العرب، على المعاني التالية
1- الإمساك عن الكلام، والسكوت.
2- الدعاء والتسبيح.
3- الصلاة.
4- الدعاء في الصلاة.
5- الخشوع والإقرار بالعبودية.
6- القيام.
7-إطالة القيام.
8- القيام بالطاعة، التي ليس معها معصية.
[ ص: 92 ]
فيصرف في كل واحد من هذه المعاني، إلى ما يحتمله اللفظ في سياقه، من آية، أو حديث، أو عبارة.
(أ) قال
ابن سيده ، فيما نقله عنه
ابن منظور ، في كتابه: (لسان العرب) : القنوت الطاعة، هذا هو الأصل، ومنه قوله تعالى:
( والقانتين والقانتات ) (الأحزاب: 35) ، ثم سمى القيام في الصلاة قنوتا، ومنه قنوت الوتر.. والقانت: المطيع.
القانت: الذاكر لله تعالى، كما قال عز وجل :
( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما ) (الزمر: 9) .
وقيل: القانت: العابد.
والقانت في قوله عز وجل :
( وكانت من القانتين ) (التحريم: 12) ، أي من العابدين.
والمشهور في اللغة، أن القنوت الدعاء. وحقيقة القانت أنه القائم بأمر الله، فالداعي إذا كان قائما، خص بأن يقال له: قانت، لأنه ذاكر لله تعالى، وهو قائم على رجليه.. فحقيقة القنوت: العبادة، والدعاء لله عز وجل ، في حال القيام، ويجوز أن يقع في سائر الطاعة، لأنه إن لم يكن قياما بالرجلين، فهو قيام بالشئ بالنية.
قال ابن سيده: والقانت القائم بجميع أمر الله تعالى
>[1] (ب) وجاء في مفردات الراغب الأصفهاني، في تفسير معنى القنوت، أنه:
لزوم الطاعة مع الخضوع، وفسر بكل واحد منهما في قوله:
1-
( وقوموا لله قانتين ) (البقرة: 238) ، وقوله تعالى:
( كل له قانتون ) (البقرة: 116) ، (الروم: 26) ، قيل: خاضعون، وقيل: طائعون.
2-وقيل: ساكتون، ولم يعن به كل السكوت، وإنما عنى به ما قاله عليه الصلاة والسلام : « إن هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الآدميين، إنما هي قرآن وتسبيح » ،
[ ص: 93 ] وعلى هذا قيل: أي الصلاة أفضل ؟ فقال:
( طول القنوت ) ، أي الاشتغال بالعبادة، ورفض كل ما سواه. وقال تعالى:
( إن إبراهيم كان أمة قانتا ) (النحل: 120) ،
( وكانت من القانتين ) (التحريم: 12) ،
( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما ) (الزمر: 9) ،
( اقنتي لربك ) (آل عمران: 43) ،
( ومن يقنت منكن لله ورسوله ) (الأحزاب: 31) ،
( والقانتين والقانتات ) (الأحزاب: 35) ،
( فالصالحات قانتات ) (النساء: 34)
>[2] (ج) وفي زاد المعاد
>[3] : أن القنوت يطلق على القيام، والسكوت، ودوام العبادة، والدعاء، والتسبيح، والخشوع، كما قال تعالى:
( وله من في السماوات والأرض كل له قانتون ) (الروم: 26) ، وقال تعالى:
( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) (الزمر: 9) .
وقال تعالى:
( وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ) (التحريم: 12) ،
( وقال صلى الله عليه وسلم : أفضل الصلاة طول القنوت ) >[4] ،
( وقال زيد بن أرقم : لما نزل قوله تعالى: ( وقوموا لله قانتين ) (البقرة: 238) ، أمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام ) >[5] ، وقد نظم الشيخ
الحافظ زين الدين العراقي ، معاني القنوت، على ما يلي
>[6] : -
ولفظ القنوت أعدد معانيه تجد مزيدا على عشر معاني مرضية دعاء، خشوع، والعبادة طاعة
إقامتها إقراره بالعبودية سكوت، صلاة، والقيام، وطوله
كذاك دوام الطاعة الرابح القنية
[ ص: 94 ]