في حرب المسلمين
1- في غزوة بدر الكبرى
كان
عمرو تاجرا في الجاهلية، وكان يختلف بتجارته إلى
مصر ، وهي الأدم والعطر
>[1] ، كما كان يختلف بتجارته إلى
بلاد الشام أيضا، وإلى
اليمن ،
وأرض الحبشة ، في رحلتي الشتاء والصيف.
وكان جزارا
>[2] أيضا، ويبدو أنه كان يتخذ هـذه الحرفة، حين يستقر في
مكة ، ولا تشغله رحلاته التجارية، صيفا أو شتاء، إلى مختلف الأقطار عن هـذه الحرفة، وبخاصة، وأن أعماله التجارية، تشغله كثيرا من أيام السنة، فإذا انقضت تلك الأيام، عاود مزاولة حرفته الأصلية، التي يبدو أنها كانت مربحة.
وكان عمرو مع قافلة
أبي سفيان التجارية، العائدة من بلاد الشام، إلى مكة، وهي القافلة، التي ندب النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إليها، وكان المسلمون، يترصدون غدوها ورواحها، ويعرفون تفاصيل حركتها، من
[ ص: 59 ] مكة إلى
بلاد الشام ، ومن بلاد الشام إلى مكة، فخرج المسلمون إلى
موقع بدر ، بين
المدينة ومكة، وكان خروجهم في شهر رمضان من السنة الثانية الهجرية
>[3] .
ولكن
أبا سفيان بن حرب ، استطاع أن يبتعد بالقافلة، عن طريق بدر، ويتساحل في طريق عودته إلى مكة، حتى أنقذ القافلة من المسلمين.
إلا أن المشركين من
قريش وحلفائهم، قصدوا موقع بدر، واشتبكوا بالمسلمين في غزوة بدر الكبرى ، حيث انتصر المسلمون على المشركين، انتصارا حاسما، فكانت هـذه الغزوة من معارك المسلمين الحاسمة
>[4] .
ولم يشهد عمرو هـذه المعركة مع مشركي قريش، لأنه كان مع قافلتهم التجارية، وكانت مهمته الأولى، إنقاذ هـذه القافلة من المسلمين.