خرجنا من الفيفا عليهم كأننا مع الصبح من رضوى الحبيك المنطق >[1] . تمنت بنو النجار جهلا لقاءنا
لدى جنب سلـع والأماني تصـدق >[2] . فما راعهم بالشر إلا فجاءة
كراديس خيـل في الأزقة تمـرق >[3] . أرادوا لكيما يستبيحوا قبابنا
ودون القبـاب اليـوم ضرب محـرق وكانت قبابا أومنت قبل ما ترى
إذا رامها قـوم أبيحـوا وأحنقـوا >[4] . كـأن رءوس الخزرجيين غدوة
وأيمانهم بالمشرفية بروق >[5] .
لما رأيت الحرب ينزو شرها بالرضف نـزوا >[6]
تنازلت شهباء تلحو الناس بالضراء لحـوا >[7]
أيقنت أن المـوت حـق والحيـاة تكـون لغـوا
حملت أثوابي على عتد يبذ الخيل رهوا >[8]
سلس إذا نكبن في البيداء يعلو الطرف علوا >[9]
وإذا تنزل ماؤه من عطفه يزداد زهـوا >[10]
ربذ كيعفور الصريمة راعه الرامون دحـوا >[11]
شنج نساه ضابط للخيل إرخـاء وعـدوا >[12]
ففدى لهم أمي غداة الروع إذ يمشون قطوا >[13]
سيرا إلى كبش الكتيبة إذ جلته الشمس جلوا >[14]
[ ص: 159 ]تعلم عمار أن من شر شبهة >[16] لمثلك أن يدعى ابن عم له انتمى >[17]
لئن كنت ذا بردين أحوى مرجلا فلست براء لابن عمك محرما
إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ولم ينه قلبا هـائما >[18] حيث يمما
قضى وطرا منه >[19] وغادر سبة إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما >[20]
شبت الحرب فأعددت لها مفرغ الحارك محبوك السبج >[21]
[ ص: 160 ] يصـل الشد بشـد فـذا وفت الخيل من الشد معج >[22]
جرشـع أعظمـه جفرتـه فإذا ابتل من الماء حدج >[23]
معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل به منك دنيا فانظرن كيف تصنع؟
وما الدين والدنيا سواء وإنني لآخـذ ما تعطي ورأسي مقنـع
فإن تعطني مصرا فأربح بصفقة أخذت بها شيخا يضر وينفع >[24]
وأغضي على أشياء لو شئت قلتها ولو قلتها لم أبق للصلح موضعا
[ ص: 161 ] فإن كان عودي من نضار فإنني لأكره يوما أن أحطم خروعا >[25]
يا زيد دونك فاستشر من دارنا سيفا حساما في التراب دفينا
قد كنت أذخره ليوم كريهة فاليوم أبرزه الزمان مصونا >[27]