آثار النظم التعليمية الوافدة علـى الشبـاب الإفـريـقـي
إن النظم التعليمية إنما يجري تنظيمها من أجل أن تقوم بوظيفة الدعامات للمجتمعات، ويقوم المتعلمون من الجماعات العمرية الشابة بشكل تلقائي بتطبيق القيم والعلوم والمعارف التي تلقوها على مقاعد الدرس والتحصيل، في الواقع الذي يعيشون فيه، وذلك حينما يأتي عليهم دورهم في قيادة مجتمعاتهم وصنع قراراتها والتخطيط لمستقبلها. ولذلك فإن جميع النظم التعليمية تستهدف بالتغيير والتأثير الذي تسعى إليه الجماعات الشبابية، باعتبارها عصبة الأمم ومستقبل المجتمعات، ووقودها الذي لا ينطفئ.
لئن كنا قد حاولنا -من خلال ما مضى- التأكيد على وافدية النظم التعليمية السائدة في سائر أرجاء القارة، سواء على مستوى مرجعياتها، أو على مستوى أهدافها، أو على مستوى ملاءمتها للواقع الإفريقي، فإن هـذه النظم تركت -بطبيعة الحال- آثارا فكرية وأخلاقية واجتماعية في بنية المجتمعات الإفريقية بشكل عام، كما أنها لاتزال بمرجعياتها وأهدافها تؤثر -سلبا وإيجابيا - في توجهات ومنطلقات الشباب الإفريقي، شرقا وغربا. [ ص: 91 ]
وتأثير هـذه النظم على جيل الشباب، شامل وعام، إذ ثمة تأثير فكري انتمائي، وهناك تأثير خلقي قيمي، وهنالك تأثير اجتماعي ثقافي. ونظرا إلى تنوع وتعدد آثار هـذا النظم على الشباب الإفريقي، فإننا نرى أن نكتفي بإيراد أهم الآثار، وذلك على مستوى نظرة الشباب إلى دينهم، وعلى مستوى أهدافهم في الحياة، ونظرتهم إلى المجتمعات التي يعيشون فيها وينتظرون دورهم في صنع قراراتها وتحديد مصائرها.
التالي
السابق