جـ- النظام الفكري: Ideographic System
يختلف هذا النظام اختلافا كبيرا عن النظامين السابقين، لأن الكلمة المكتوبة وفقا لهذا النظام لا تمثل (أصوات) الكلمة المنطوقة، وإنما تشير إلى الفكرة أو المفهوم.
فإذا ما استطعنا تقطيع أصوات كلمة (ملك) في النظام الألفبائي وتتبعنا ذلك التقطيع في الأحرف المستعملة لكتابة الكلمة نفسها، فإن الأمر يختلف كل الاختلاف في النظام الفكري، إذ لا يمكن اتباع الخطوات نفسها. ولعل خير مثال على ذلك هو العلامة (+) التي نستخدمها في الوقت الحاضر.
فإذا اتفقنا على أن الفكرة التي يحملها هذا الرمز هي
[ ص: 58 ] (زائد) ، فلن نتمكن من تحليل أو تقطيع هذه العلامة (أي +) لتتطابق أو تمثل الأصوات المكونة لكلمة (زائد) ، كما فعلنا مع كلمة ملك العربية.
والملاحظ أن هذه العلاقة يمكن أن تنطق بأشكال متعددة، فعلاوة على كلمة (زائد) يمكن أن ندل عليها بالكلمات: موجـب، فضـلا عـن، عـلاوة على، فصاعـدا ...إلخ. ومن ثم تنعـدم العـلاقة انعـداما كامـلا بين نطق هذه الكلمات وتلك العـلامة. ومن الأمثـلة الأخـرى العـلامات: =، -، ¢ إلى غير ذلك.
تعد اللغة الصينية خير ممثل لاستخدام هذا النظام الكتابي
>[1] ، وهي لغة ربع سكان العالم.
ولا ريب أن موازنة عجلى بين هذه النظم توضح تفوق النظام الألفبائي، ذلك أن اللغة تستوعب به -برموز قليلة- أصوات اللغة، وخاصة الأصوات المهمة في تغيير المعنى، في حين أن
[ ص: 59 ] النظام الفكري يعطي للفكرة (وليس للصوت) رمزا، مما يجعل عدد الرموز كثيرا جدا. وتكثر في النظام المقطعي أيضا، وإن كان ذلك بدرجة أقل، الرموز الكتابية، فنجد رمزا خطيا منفصلا للمقاطع (ما، مو، مي ... إلخ) .
وهذا يعني أن الكتابة العربية، باتباعها النظام الألفبائي، متفوقة على الكتابات التي تتبع النظامين الآخرين، ومنها الصينية كما مر.
[ ص: 60 ]