نحو تقويم جديد للكتابة العربية

الأستاذ الدكتور / طالب عبد الرحمن

صفحة جزء
3. المأخذ الثالث

قيام التفرقة بين مجموعات الحروف على أساس عدد النقاط ومواضعها، مع تساوي شكل الحروف (مثل تساوى الجيم والحاء والخاء في الشكل، واقتصار الفرق على التنقيط) . وقد نتج عن ذلك ما يأتي:

أ- اضطرار الكاتب إلى مراجعة ما يكتب ليضع النقاط في أماكنها المناسبة، وفي هذا إسراف في الجهد والوقت.

ب- تعرض الكاتب لإغفال بعض تلك النقط، أو وضعها في غير أماكنها، مما يربك القارئ.

جـ- إجهاد القارئ لكثرة الحروف المنقوطة، وتعرضه للارتباك والخطأ في القراءة. وهذا ما دعا بعض الكتب والمعجمات إلى النص على عدد النقاط ومواضعها، كقولهم في كلمة حبل: بالحاء المهملة والباء المعجمة الموحدة من تحت... إلخ.

الردود السابقة:

نوقشت تلك الانتقادات، وردت على أساس أنها غير [ ص: 65 ] صحيحة. وقد استند المنافحون عن الكتابة العربية إلى ما يلي:

1. أن الدعوة إلى تغيير الكتابة العربية مؤامرة على ركن علمي وفكري من أركان الأمة، وهي مثل الدعوة إلى العامية، وإلغاء الإعراب، لا تعدو أن تكون معولا يحاول أن يصيب مقتلا في كيان هذه الأمة، خاصة أن كثيرا من دعاتها من غير العرب أو غير المسلمين.

2. إن تبديل الكتابة العربية يعني احتياج القارئ للتراث العربي إلى التدرب على قراءة الخط العربي، وهذا يعني فصم العلاقة بين العربي وتراثه. وفي حالة إعادتنا لطبع التراث العربي وفقا للكتابة الجديدة، فإن من شأن هذا أن يكلفنا الكثير من المال والجهد.

3. إن الخط العربي يتسم بجمال وإمكانات فنية كبيرة. ولو اطرحنا الكتابة العربية فإننا سنفقد هذا الجمال.

التالي السابق


الخدمات العلمية