ثالثا: الوسائل المرئية
كان جهاز التلفزيون حتى وقت قريب هو الوسيلة الإعلامية الجماهيرية المرئية الوحيدة بين مجموعة الوسائل المرئية عموما، ثم رافقته وسائل مرئية أخرى كالشاشات الكبرى في الساحات العامة، وأجهزة الإعلام الآلي التي توسعت بفتح شبكات الاتصال المعلوماتي (الانترنت) ليتم عبرها ممارسة كل أشكال العلاقات الاقتصادية. ولكن يبقى جهاز التلفزيون أنجح وأنجع وأقدر وسائل الإعلام في مجال الإشهار الإعلاني، نظرا لاشتماله على المميزات والخصائص الإيجابية الموجودة في الوسائل الأخرى، وقدرته على تنويع المشاهد عبر ديمومة وفاعلية ممثليه. وبالتالي فهو يشكل حياة ثانية للمعلنين، وللمنتجين، ولكل جمهور المستقبلين، بما يتضمنه من مزايا: الصوت، والصورة، والحركة، واللون، والجمال... وغيرها.
وعلى الرغم مما يحفل به من مزايا وإيجابيات، إلا أن بعض الانتقادات قد وجهت إليه، لعل من أهمها:
1- ارتفاع تكلـفة الإعلان الماليـة فيـه، بالمقـارنة مع الوسـائل الإعلانية الأخرى.
2- صعوبة واستحالة الإعلان عن كثير من الخدمات والسلع، كالأدوية وما شابهها.
[ ص: 129 ]
3- اشتداد حدة المنافسة بين القنوات التلفزيونية بما تبثه من الإعلانات المختلفة، مما يؤدي إلى تحول قطاع كبير من الجمهور المستقبل من إعلان إلى آخر.
4- صعوبة قراءة ومتابعة الإعلان التلفزيوني لسرعته، عكس الإعلان الطباعي، الذي يمكن قراءته والاحتفاظ به، والاستفادة منه في حينه.
5- التأثيـرات النفسيـة السلبـيـة التي يخلـفها تـكرار بـث الإعلان في نفسيات جمهور المشاهدين، مما يولد فيهم نوعا من الملل والسأم، وبالتـالي الإعراض عن الإقـبـال على الخـدمة، أو السلعة، أو المنشأة.
>[1]
وبالإضافة إلى مجموعة الوسائل السالفة الذكر، فإن الإعلان الإسلامي يتخذ من كل الوسائل المتاحة الأخرى منافذ يطل منها على جمهور المستقبلين، خاصة تلك التي تقدم الصورة الصحيحة، والتصور القويم، والقيمة السوية عن السلع والخدمات.
إن الإعلان الإسلامي القويم ينجح عندما يستخدم كل الوسائل الإعلانية المتاحة، بعد أن يخضعها لمبادئ الإعلام والإعلان الإسلامي العقدية، والأخلاقية، والتشريعية.
[ ص: 130 ]