الإعلان الإسلامي أبـعـاده.. آفـاقـه
تمـهيـد
أفادت نتائج الدراسات العلمية التي تناولت البحث في مضامين الإعلان، في الربع الأخير من القرن العشرين، أن الإعلان ليس مجرد أداة بيعية وإشهارية للسـلع والخدمات أو غـيرها، كما يعتـبره كثير من الدارسـين التجريبيـين العـرب، بل هو عـالم يختـزل كما هائلا من الرسائل والمضامين الحضارية المتنوعة الأغوار والأبعاد. فقد أثبتت تلك الدراسات التي تناولت مضامين عملية الاتصال الإعلاني، أن للإعلان أبعادا ثقافية عديدة، وأغوارا حضارية عميقة، وخصوصيات اجتماعية فريدة، وغايات تربوية هادفة، ومقومات قيمية دينية واضحة، وسمات لغوية متميزة، تعكس طبيعة ونمط وحقيقة وعقيدة وتصور الجهة المعلنة.
تستدعي نتائج تلك الدراسات أن يعمل الباحث الإعلامي والإعلاني الإسلامي النظر في حقيقة وكنه عملية الاتصال الإعلاني، وضرورة الخروج من تصورها مجرد عملية اتصالية هندسية بحتة إلى كونها عملية حضارية تحمل قيم وعقيدة وثقافة المعلن والمنتج معا، وإلى كونها عملية معقدة لصياغة وصناعة قيم وتصور وعقيدة وسلوك الفرد والمجتمع.
[ ص: 131 ]
وبناء على هذه النتائج، سوف نحاول البحث في إمكانية تشبيع الرسالة الإعلانية الإسلامية بالقيم والتصورات العقدية الإسلامية، لتصبح العملية الإعلانية الإسلامية -فوق أغراضها البيعية- عملية تربوية وتكوينية ودعوية، لإعداد الفرد والمجتمع المسلم من جهة، ولمقاومة كل أشكال الغزو الثقافي والقيمي الوثني المعادي له من جهة ثانية، وموازية أيضا.
فالإعلان الإسلامي المنشود، ينطوي على كثير من القيم الثقافية، والأخلاقية، والاجتماعية، والفنية، واللغوية، والتربوية، التي تضفي عليه بوضوح أبعادا حقيقية للقيم الثقافية والحضارية الإسلامية. ولعل من أبرز تلك الأبعاد:
1- البعد الاجتماعي للإعلان الإسلامي.
2- البعد الثقافي للإعلان الإسلامي.
3- البعد التربوي للإعلان الإسلامي.
4- البعد الفني والجمالي للإعلان الإسلامي.
>[1]