المطلب الثاني: فضل تحصيل الملكة الفقهية
بين الإسلام فضل العلماء عامة والفقهاء خاصة في عدة نصوص من القرآن والسنة، نذكر منها:
[ ص: 74 ]
1- قوله تعالى:
( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) (المجادلة:11) .
2- قوله تعالى:
( ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) (آل عمران:79) .
3- ما روي عن
حميد بن عبد الرحمن ( قال: سمعت معاوية رضي الله عنه خطيبا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين... ) >[1] .
4- عن
أبي بردة عن
أبي موسى رضي الله عنه
( عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل ما بعثني الله من الهدى والعلم كمثل الغيث أصاب أرضا: فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا. وأصابت منها طائفة أخرى إنما هـي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هـدى الله الذي أرسلت به ) >[2] .
[ ص: 75 ]
فنقية بمعنى: طيبة.. وقد دل الحديث على فضل الفقه والفقيه، فالفقـه كالغـيث يحيي القلوب الميتة، والفقيه العامل بمنزلة الأرض الطيبة التي شربت الماء فانتفعت في نفسها وأنبتت فنفعت غيرها
>[3] .
5- وروي عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال:
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقيه (واحد) أشد على الشيطان من ألف عابد ) >[4] .
قال
ابن العـربي في فضـل الفـقيه الفاهم للمعاني، المحسن لرد ما اختلف فيه إلى الكتاب والسنة: (إذا كان رجل متماديا على العمل لا يفتر، وآخر حسن الفهم والتدبر في الشريعة لما يتذكر به ويذكر، كان عمل هـذا أضعاف ذلك، لأن فعله وافر ونظره صادق، يقدر بفهمه مواقع التلبيس عليه في تلبيس إبليس، فيكون عمله وافرا مخلصا آمنا)
>[5] .
6- وعن
أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، [ ص: 76 ] وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب.. إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ) >[6] .