أثر استخدام الوسائل التعليمية في تدريس بعض موضوعات التوحيد للصف الأول المتوسط على تحصيل التلاميذ
>[1] استهدفت الدراسة، التي أعدها توفيـق بديـوي، التعرف على ما إذا كان هناك فرق في تحصيل تلاميذ الصف الأول المتوسط بالنسبة لبعض موضوعات التوحيد عند دراستهم لها باستخدام الوسائل التعليمية المناسبة وبدون استخدامها، وكذلك إثبات أن بالإمكان عمل وسائل تعليمية في مادة التوحيد واستخدامها في تدريسها. كما كان من أهداف الدراسة أيضا تشجيع مدرسي مادة التوحيد على استخدام الوسائل التعليمية في تدريسهم لها.
وقـد أشـار الباحث إلى أن الذي دفعه إلى إجـراء هذه الدراسة هو أن هناك ما يشبه الاعتقاد لدى مدرسي مادة التوحيد أنها غير قابلة لاستخدام الوسائل التعليمية فيها، وأنها غير محتاجة إلى
[ ص: 55 ]
ذلك، مع أنها في نظره ربما تكون أحوج المواد الدراسية جميعا إلى استخدام الوسائل التعليمية في تدريسها للتلاميذ، وخاصة الصغار الذين لا يقدرون على إدراك المفاهيم والمعاني المجردة التي تكثر في هذه المادة.
وكانت أداة الدراسة اختبارا أعده الباحث خصيصا لأغراض الدراسة، حيث جرى اختيار مجموعتين متماثلتين تقريبا من تلاميذ الصف الأول المتوسط، جعل إحداهما ضابطة والثانية تجريبية، وقام بتدريس المجموعتين نفس الدروس، واستخدم الوسائل التعليمية مع المجموعة التجريبية ولم يستخدمها مع المجموعة الضابطة، ثم قام بتطبيق الاختبار على المجموعتين.
وخلصت الدراسة إلى أن التحصيل الدراسي للتلاميذ الذين درسوا بعض موضوعات التوحيد باستخدام الوسائل التعليمية المناسبة فاق تحصيل الذين درسوا هذه الموضوعات دون استخدام هذه الوسائل. وقد شمل تفوق تحصيل التلاميذ الذين استخدمت معهم الوسائل التعليمية كل جوانب هذا التحصيل، من اكتساب المعلومات والحقائق، ومن حسن الفهم وعمقه، ومن قدرة على تطبيق ما تعلموه على مواقف جديدة، ومن اكتسابهم لمهارات تدريسية مناسبة.
[ ص: 56 ]
كما أثبتت الدراسة أن التلاميذ الذين استخدمت الوسائل التعليمية في تدريسهم، قد أظهروا رغبة في الدراسة ومشاركة وانتظاما فيها، أكثر من التلاميذ الذين لم تستخدم في التدريس لهم تلك الوسائل.
وكان مما أوصى به توفيق بديوي في ختام دراسته، أن تعمل الهيئات المعنية على تكوين لجان مهمتها إعداد وسائل تعليمية مناسبة لمادة التوحيد، وكذا عقد دورات لمدرسي ومدرسات التربية الإسلامية يتدربون فيها على كيفية ابتكار الوسائل التعليمية المناسبة وإنتاجها واستخدامها، وعلى استخدام الآلات والتقنيات التي تتطلبها هذه الوسائل بأنواعها المختلفة.