حادي عشر: الإشارة إلى الصدر
42- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 90 ] :
( إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم ( وأشار بأصابعه إلى صدره) ) >[1]
43- وعنـه أيضـا قال: قـال رسول الله:
( لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيـع بعض، وكـونـوا عبـاد اللـه إخـوانـا. المسلم أخـو المـسـلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ههنا ( ويشير إلى صدره ثلاث مرات ) ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه ) . )
( التقوى ههنا ) معناه أن الأعمال الظاهرة لا تحصل بها التقوى، إنما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله وخشيته ومراقبته
>[2]
ويعلق القرضاوي على هذا الحديث بقوله: ( فهذه الإشـارة إلى الصدر في بيان حقيـقة التقـوى ومحلـها، أبلـغ كثـيرا من قوله: ( التقـوى محلها القـلب ) ، فهذه كلمة قد تمر على الكثيرين
[ ص: 91 ] دون أن يلقـوا لها سمـعـا، أو يلقـون سمعا ولا يحضرون مع السمع قلبا )
>[3]
44- وعن أنس رضي الله عنه قال:
( كان رسول الله يقول: الإسلام علانية، والإيمـان في القلب، قال: ( ثم يشـير بيده إلى صدره ثلاث مرات ) ، قال: ثم يقول: التقوى ههنا، التقوى ههنا ) >[4]
45- وبالإضافة إلى إشارته إلى صدره، ورد في السنة أنه كان يشير إلى صدر المخاطب أحيانا،
( فعن وابصة بن معبد قال: أتيـت رسـول الله وأنـا أريـد أن لا أدع شيـئـا من البـر والإثـم إلا سألته عنه، وإذا عنده جمع فذهبت أتخطى الناس.
فقالوا: إليك يا وابصة عن رسول الله، إليك يا وابصة.
فقلت: أنا وابصة، دعوني أدنو منه فإنه من أحب الناس إلي أن أدنو منه، فقال لي: ادن يا وابصة، أدن يا وابصة، فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته فقال: يا وابصة، أخبرك ما جئت تسألني عنه، أو تسألني، فقلت: يا رسول الله فأخبرني، قال: جئت تسألني عن البر والإثم، قلت: نعم، ( فجمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري ) ويقول: يا وابصة استفت نفسك، البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس، قال سفيان: وأفتوك ) ) >[5] [ ص: 92 ]