التفكك الأسري .. الأسباب والآثار
د. صالح بن إبراهيم الصنيع
تعيش الأمة الإسلامية في وقتنا الحاضر مرحلة عصيبة وحرجة من تاريخها المديد، حيث تواجه عددا كبيرا من المشكلات ـ على المستويين الفردي والجماعي ـ تحتاج إلى تضافر جهود أبنائها لتجاوزها، وتقديم الحلول المقترحة لها، من خلال مناظير قامت في غالبها على تصور إسلامي صحيح للمشكلة، ومعالجة سليمة مأخوذة من نصوص الكتاب والسنة وما فتح الله عليهم من شحذ للعقول التي درست الواقع وفهمت ملابساته وتحدياته المتجددة.
واليوم نجد أن من أهم المشكلات التي تواجه المجتمع المسلم المعاصر مشكلة " التفكك الأسري " ، الذي نتج عنه قائمة طويلة من المشكلات في المجتمع، من مثل: سلوكيات سوء التوافق المدرسي لدى الطلبة والطالبات، وتزايد انحراف المراهقين والمراهقات، ومشكلة تعاطي الخمور والمخدرات، وشيوع سلوك السرقة لدى صغار السن، وتكاثر الأمراض النفسية الناتجة عن تهدم الأسرة في الآباء والأمهات والأبناء والبنات، وغير ذلك كثير من المشكلات التي يصعب حصرها. [ ص: 75 ]
وفي الصفحات التالية سوف نحاول تناول هذه المشكلة من حيث أهم أسبابها، وآثارها السيئة، وأخيرا نطرح بعض الحلول المقترحة، التي نقدمها في جانبين: وقائي وعلاجي، والتي قد تساعد على الحد من هذه المشكلة، وتخفف من آثارها السيئة على المجتمع وأفراده، بمختلف طبقاتهم.
وقبل الدخول في جوانب الموضوع نعرض تعريفا للتفكك الأسري.
ففي اللغة، فك الشيء فكا: فصل أجزاءه. ومن هنا يمكننا أن نعرف التفكك الأسري: أنه فشل واحد أو أكثر من أعضاء الأسرة في القيام بواجباته نحوها، مما يؤدي إلى ضعف العلاقات وحدوث التوترات بين أفرادها، وهذا يفضي إلى انفرط عقدها وانحلالها.
التالي
السابق