لغة المحادثة والمشاهدة
يعرف معجم مصطلحات الإعلام
>[1] الكتابة للإذاعة بأنها: " الكـتابة باللغـة الـتي يستعملها الناس عـادة، والتـي تتـمـيز بالإيـجاز، والوضوح، لإثارة اهتمام عامة الناس، كما تكتب للحديث، لا للقراءة " .
وكما يقول "
أدوين واكين " في كتابه " مقدمة إلى وسائل الاتصال " : فإنه في حالة الراديو، تحل الأذن محل العين، ونرتد إلى الكلمة المنطوقة. صحيح أن جميع العبارات المذاعة، تقرأ من نصوص مكتوبة، ولكنها معدة بحيث يصغي إليها الجمهور، وليست معدة للقراءة، وإذ يتلقى المستمع الرسائل الـمذاعة، فإنـها لا تلبث أن تنقضي سريعا، وتزول بمجرد سماعها. فالكلام المنطوق -على نقيض المطبوع- لا بد له من أداء مهمة الاتصال من اللحظة الأولى، فالكلام حـين يكتب، ويدون، يـمكن قراءتـه، وإعـادة قراءته، أما حين ينطق به فهو يتلاشى " .
[ ص: 69 ]
ويقول
الأستاذ فيرنون أ.ستون >[2] : " لعلك تجد في كتابة الأخبار للراديو أو التلفزيون تغييرا عن الكتابة للصحف، فالنسخة التي تكتب خصيصا للإذاعة، تتطلب التعبير الذي قد يكون طبيعيا بالنسبة لك، أقصد أسلوب الكلام اليومي المعتاد، ونحن نتعلم الكلام قبل أن نتعلم الكتابة، ونتكلم أكثر كثيرا مما نكتب خلال عملية التفاهم اليومي مع غيرنا من أبناء المجتمع.. غير أن الكلمة غالبا ما تفقد طبيعتها عندما يفكر الكاتب في الأعمدة المحدودة المساحة، والقواعد الصحفية المتخلفة عن عهد غابر، بينما يفكر الكاتب الذي يكتب للإذاعة والتلفزيون -بدلا من ذلك- في الكيفية التي سيكون عليها وقع الكلمات، وتكويناتها، على أذن المستمع.. والقاعدة هي أن تنطق الأخبار وأنت تكتبها " .
تتميز لغة الإذاعة بالوضوح، والاقتصاد، والسلاسة، حتى يمكن أن تصل إلى الجمهور من المستمعين في وضوح يساعد على الفهم والمشاركة في تتبع المضمون.. ومن جهة أخرى كان على هذه اللغة المذاعة أن تراعي أن من أصول الإلقاء الإذاعي تقدير القيمة الصوتية للألفاظ، والتدقيق في استخدامها، وفي معرفة وقعها الحقيقي على
[ ص: 70 ]
الأذن.. وفي ذلك كله، ما يتجه بهذه اللغة المذاعة إلى الاقتصاد في عدد الألفاظ، والاقتصار على القدر المطلوب لتحقيق الفهم والمشاركة
>[3]
ويتمثل الأسلوب الإذاعي، بالمقارنة مع البلاغة المكتوبة، في شخصية الإذاعي، في بنية جملته، واختيار ألفاظه.. في نبرات صوته.. في إلقائه، وخفة النكتة، والبشاشة التي تصدر من كلمته وابتسامته (عبر الميكروفون)
>[4]