مفهوم التفكك الأسري
لم يتفق علماء النفس الاجتماعي على تحديد مفهوم التفكك الأسري، كما لم يتفقوا حول تسمية المفهوم ذاته. فمنهم من يستخدم مفهوم (التفكك الأسري) ليعني فقدان أحد الوالدين أو كليهما أو الهجر أو الطلاق أو تعدد الزوجات أو غياب أحد الوالدين مدة طويلة. فيما يستخدم آخرون مفهوم (البيوت المحطمة) ليعني البيوت التي يحطمها الطلاق أو الهجر أو موت أحد الوالدين أو كليهما. ويستخدم فريق ثالث مفهوم (التصدع الأسري) ليشير إلى تصدع الأسرة جراء تعدد الزوجات أو الطلاق أو وفاة أحد الوالدين أو كليهما. فيما يذهب فريق آخر لاستخدام مفهوم (الأسر المحطمة) ليعني الأسر التي حطمها الطلاق أو الشجار المستمر أو الوفاة أو سجن أحد الوالدين أو غيابه لمدة طويلة
>[1] .
[ ص: 30 ]
وقد يعزى تعدد التسميات المذكورة لمفهوم التفكك الأسري إلى ترجمة المفاهيم الأجنبية. ولكن على الرغم من ذلك فثمة عناصر مشتركة في ما تتضمنه تلك التسميات من معان تتعلق بالطلاق أو الموت أو الهجر أو الغياب طويل الأمد لأحد الوالدين.
ويمكن إضافة عناصر أخرى للمفهوم تتعلق بالفقر وعمل الوالدين، وعدم قدرتهم على تنشئة أبنائهم التنشئة السليمة، وارتكاب أحد الوالدين أو كليهما الرذيلة.
ولأغراض الكتاب الحالي، فإن مفهـوم التفكك الأسري يشير إلى اختلال السلوك في الأسرة، وانهيار الوحدة الأسرية، وانحلال بناء الأدوار الاجتماعـية لأفـراد الأسرة، جـراء عدد من العوامل أو الأسباب، لعل أبرزها:
عدم الالتزام ببعض الأسس الشرعية للزواج ابتداء، والمشكلات الأسرية، وفشل الوالدين في التنشئة الأسرية السليمة، والفقر والبطالة، وعمل المرأة، ووجود الخدم في الأسرة، والطلاق، والخيـانة الزوجيـة، وتحديات العولمة والإعلام، والزواج بغير المسلمة.
[ ص: 31 ]