التعليم وإشكالية التنمية

حسن بن إبراهيم الهنداوي

صفحة جزء
مفهوم التنمية

نظرا لأهمية التنمية، والسعي الحثيث لتحقيقها في واقع المجتمعات الإنسانية، ولاسيما المتخلفة منها، فإن «مفهوم التنمية أصبح عنوانا للكثير من السياسات والخطط والأعمال، على مختلف الأصعدة، كما أصبح هـذا المصطلح مثقلا بالكثير من المعاني والتعميمات، وإن كان يقتصر في غالب الأحيان على الجانب الاقتصادي، ويرتبط إلى حد بعيد بالعمل على زيادة الإنتاج الذي يؤدي بدوره إلى زيادة الاستهلاك، لدرجة أصبحت معها حضارات الأمم تقاس بمستوى دخل الفرد، ومدى استهلاكه السنوي للمواد الغذائية والسكنية بعيدا عن تنمية خصائصه ومزاياه وإسهاماته الإنسانية، وإعداده لأداء الدور المنوط به في الحياة، وتحقيق الأهداف التي خلق من أجلها» >[1] . ناهيك عن أن هـذه النظرة المادية لعملية التنمية قد استكنت في عقول معظم شعوب العالم الإسلامي، وسيطرت على تفكيرهم، نتيجة الهيمنة الغربية، وسيطرة ثقافتها.

وبناء على ذلك، فإن هـذا الأمر يدعونا إلى إعادة النظر في مفهوم التنمية من منظور إسلامي، وبيان مجالاتها، وأيها أولى بالاهتمام، ثم [ ص: 73 ] التركيز على التعليم بوصفه محورا أساسا للتنمية والنهوض بالعالم الإسلامي، إذ تعد التنمية التعليمية خلاصا له من تراجعه الحضاري، ولكن قبل ذلك لابد من بيان مفهوم التنمية في الدراسات التنموية، حتى يتبين لنا أثناء المقارنة ما بين المنظورين - المنظور الإسلامي والـمنظور التنموي - من تمايز وتباين.

التالي السابق


الخدمات العلمية