1- نشر الروح العلمية
إن عملية التنمية التعليمية تحتاج أول ما تحتاج إلى نشر الروح العلمية الباعثة على النمو والتطور، ولكن قد يكون بعض أو كثير من أفراد العالم الإسـلامي من ذوي العلم ممن يحبون التعلم ويرغبون في تعليم الآخرين، إلا أن هـذه الوضعية لا تحدث نهضة علمية، ومن باب أولى لا تحقق شهودا حضاريا للأمة الإسلامية. والسبب في ذلك راجع إلى كونها تنمية ينقصها الشمول، ومن خلال ما تقدم من كلام في التنمية تقرر أن العملية التنموية لا تحقق أهدافها ولا تصل إلى غاياتها إلا إذا كانت شاملة لأفراد العالم الإسلامي جميعا، ولاسيما التنمية العلمية والتعليمية ، والتي عليها يتوقف نجاح تنمية العالم الإسلامي أو فشله. ونظرا لأهمية التنمية العلمية الشاملة، فإن المؤسسات التعليمية، بما فيها مراكز الدراسات والبحث العلمي، خليقة بأن تقوم بهذا الدور المهم في إحداث تنمية علمية شاملة، بحيث إذا تضافرت جهود مختلف المؤسسات التعليمية على إنشاء مراكز للدراسات والبحوث، وقامت هـذه بدورها كما ينبغي، فلا شك أن عملا كهذا سيساهم في نشر الروح العلمية بين أبناء العالم الإسلامي قاطبة.
وليس المقصود بنشر الروح العلمية هـنا أن يكون كل فرد في العالم الإسلامي منتميا إلى طبقة العلماء، فذلك تكليف بما لا يطاق؛ إذ الناس يختلفون في ميولاتهم، ويتباينون في طاقاتهم، ويتفاوتون في قدراتهم، ولذلك
[ ص: 113 ] لا يمكن مع هـذا الاختلاف والتباين والتفاوت الذي فطروا عليه أن نغـير ذلك ليكونوا رجلا واحدا عالما. ولكن المقصود بذلك أن تسعى هـذه المؤسسات وتبذل جهدا لتجعل الروح العلمية سارية في كل فرد من أفراد العالم الإسلامي، مما يشكل مجتمعات إسلامية تحب العلم وتحب العلماء، وتساعد على نشر التعليم، وإن لم يكن ذلك الفرد بعينه مشتغلا بالعلم والتعليم، ولكن تسري فيه الروح العلمية التي تشيع بين أفراد الأمة الإسلامية وتنتشر بين فئات مجتمعاته المتنوعة.
وتوضيحا لذلك أقول: إن الروح العلمية لا تنتشر في مجتمع ما إلا إذا سرت في ثقافته وتناقلتها أجياله، جيلا عن جيل، وذلك لما للثقافة من سـيطرة على السلوك الفردي والاجتماعي في أمة من الأمم. فالثقافة، كما عرفها
الأستاذ مالك بن نبي ، رحمه الله، هـي «العلاقة التي تحدد السلوك الاجتماعي لدى الفرد بأسلوب الحياة في المجتمع»
>[1] ، وبعبارة أخرى فإن «الثقافة هـي أسلوب حياة، الأسلوب المشترك لمجتمع بأكمله من علمائه إلى فلاحيه»
>[2] . ومن ثم، فالثقافة بهذا المعنى مظهر اجتماعي
[ ص: 114 ] عام، بحيث يشترك فيه أفراد المجتمع جميعا، فإذا قلنا ثقافة مجتمع ما كذا وكذا، فيعني أن أفراده يشتركون في ذلك الأمر. وعليه، فيمكن القول: إن الثقافة هـي التي تعبر عن مستوى مجتمع ما أو أمة ما، أو هـي المقياس الذي تقاس به الشعوب والمجتمعات والأمم، من حيث البدائية والتحضر، فيقال هـذا مجتمع بدائي وذاك مجتمع متحضر، اعتمادا على ثقافته.
ونخلص من خلال ما سبق ذكره إلى أن الثقافة أهم مظهر اجتماعي يتحكم في مصير المجتمعات الإنسانية. ولذا، فليس بمستغرب أن تكون الثقافة هـي المسئولة عن تخلف المجتمع وتقدمه، إذ إنها هـي التي تتحكم في تصرفات الناس وتوجيههم سلوكيا وفكريا داخل مجتمع معين. والملاحظ أن أهمية الثقافة في حياة المجتمعات والأمم وتأثيرها «تتجلى في صورتين: فهي إما أن تؤثر بوصفها عوامل نهوض بالحياة الاجتماعية، وإما على عكس ذلك بوصفها عوامـل ممرضـة، تجعل النمـو الاجتماعي عسيرا أو مستحيلا»
>[3] ، بحسب قوة الأزمة الثقافية وحدتها.
ومهما يكن من شيء، فإن التنمية التعليمية المنبثقة عن انتشار الروح العلمية لا تحدث في فراغ، ولا تنشأ من لا شيء، بل لابد من عوامل مساعدة على ذلك، ولعل من أهمها، أو قل أهمها، الثقافة المهيمنة على سلوك أفراد المجتمع وتصرفاتهم. وبعبارة أخرى، إذا سرت الروح العلمية
[ ص: 115 ] في ثقافة أبناء العالم الإسلامي كلهم فقد زالت العقبات وأميطت العوائق أمام نشر العلم والعناية بالتعليم، بل تجد تشجيعا جماعيا من الناس كافة، ومساعدة من أفراد الأمة على اختلاف منازلهم وتباين طموحاتهم. وبناء على ذلك، فإن التوعية العلمية والتشويق إلى التعلم وإنشاء المكتبات العمومية من أهم الأمور التي تيسر نشر الروح العلمية بين أبناء الأمة الإسلامية، وسأفرد كل عنصر بكلمة مختصرة ووجيزة.
أ - التوعـية العلمـية تقرر آنفا أن الثقافة هـي التي تتحكم في تصرفات الناس وسلوكهم في مجتمع ما. وهذا التصرف والسلوك يتحكم عادة في أفراد المجتمع كلهم على اختلاف طبقاتهم وتنوع مستوياتهم. ولذا، فإن على المؤسسات التعليمية متمثلة في مراكز الدراسات والبحوث أن تسعى بكل قواها لنشر الوعي العلمي في ثقافة العالم الإسلامي، فإذا أصبحت ثقافة المجتمعات الإسلامية تتضمن وعيا جمعـيا بالعلم وأهميته في التنمية والنهوض الحضاري، ستظهر آثار هـذا الوعي الجمعي على المسيرة العلمية للأمة الإسلامية. ثم إن تكثيف الجهود وتضافرها، فضلا عن استمراريتها وتأكيدها التوعية العلمية بفضل ما تبذله مؤسسات البحث العلمي ومراكز الدراسات من جهد في سبيل تحقيق ذلك، فيصبح هـذا الوعي العلمي جزءا من ثقافة المجتمعات الإسلامية، بحيث يجعل الأفراد يتصرفون تلقائيا فيه، تعبيرا عن وعيهم وإدراكهم لأهمية العلم وقيمة
[ ص: 116 ] التعليم في نهضة العالم الإسلامي وتحضره، إذ «إن من أكبر العار على المسلمين أن يظلوا على حالهم تلك من الأمية والتخلف، ودينهم أعظم حافز على التعلم والتقدم، وهو يهيئ لهم من الأسباب المادية والاجتماعية، ومن المناخ العقلي والنفسي ما يخرجهم من الجهل إلى العلم ومن البداوة إلى الحضارة، ومن الظلمات إلى النور»
>[4] .
فضلا عن ذلك، فإن مؤسسات البحوث ومراكز الدراسات في العالم الإسلامي يكون لها أثر كبير ودور مهم في التوعية العلمية ونشرها بين المسلمين إذا أخذنا بعين الاعتبار أن المؤسسات التعليمية تركز على النظام التعليمي فحسب، وقد بينا سلفا أن هـذا التركيز الأحادي الجانب يعد أحد مواطن الخلل الخطيرة على التعليم في العالم الإسلامي، إذ إن الاقتصار على التعليم النظامي بحيث يكون التعليم مقصورا على ما يلقى داخل حجرات الدرس، فذلك أمر يؤدي إلى إهمال من هـم خارج قاعة الدرس والذين يمثلون الأكثرية في المجتمعات الإسلامية، وهذا ينذر بخطر يكون قريب الوقوع أو يوشك أن يقع.
ومن ثم تكون مؤسسات البحث العلمي ومراكز الدراسات متممة لهذا النقص، ومصلحة لهذا الخلل، بحيث تعتني بأبناء العالم الإسلامي الذين
[ ص: 117 ] تخرجوا من حجرات الدرس فتشجعهم على مواصلة البحث والدراسة، وتبصرهم بأن العلم والتعليم لا يتوقف عند حجرات الدرس، بل إن بدايته الحقيقية بعد التخرج حيث يصبح الطالب وجها لوجه مع البحث العلمي بعد أن توفر على أدواته، والاعتماد على الذات لتحصيل مزيد من العلم وتنمية معلوماته. وهذه التوعية وهذا التوجيه والتأكيد على ذلك، حتى لا يفقد خريجو الجامعات في العالم الإسلامي تلك الروح العلمية التي ينبغي أن يتصف بها المتعلم المسلم ويتحلى بها طيلة حياته. ولعل خلو مؤسسات البحث العلمي ومراكز الدراسات من مثل هـذه التوعية العلمية والتوجيه الروحي يفسر لنا فقدان الروح العلمية والوعي بأهمية العلم وطبيعته وخصائصه في المنظور الإسلامي لدى كثير من خريجي الجامعات في العالم الإسلامي، بحيث إذا تخرج الطالب تنقطع صلته بالتعلم وطلب المزيد من العلم في تخصصه، بسبب ما اسكتن في الوعي الجمعي للمتعلمين أن مسيرة التعليم وتحصيل العلم أجلها عند إنجاز الرسالة أو الأطروحة، وبعدها لا تسمع للبحث ذكرا، ولا للعلم حسيسا، ولا للتعليم هـمسا بين خريجي الجامعات.
ومن ثم، فإن من أهم الأمور التي تستحق أن يبذل فيها جهد وتسخر لها طاقات المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث والدراسات، أن تعمل عملا دؤوبا على تغيير هـذا الوعي الجمعي المتردي لدى كثير من المتعلمين
[ ص: 118 ] إلى توعية علمية تحفظ للتعلم قدره، ومدركة لطبيعة العلم وخصائصه، التي من أهمها التنمية التعليمية المستمرة التي تستغرق حياة الفرد المتعلم من الولادة حتى الوفاة. فإذا انتشرت هـذه التوعية التعليمية لدى المتعلمين، فضلا عن نشر الروح العلمية في ثقافة المجتمعات الإسلامية بفضل التعاون التكاملي بين المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث والدراسات في العالم الإسلامي، فسينتج عن ذلك كله تكوين مجتمع متعلم، وبه يمكن تحقيق النهضة الحضارية المنشودة.
ب - التشويق إلى التعلم لاشك أن النفس الإنسانية تنشرح بعمل إذا اقترن بثواب، سواء أكان ماديا أو معنويا، وتحجم عن عمل لا ترجو منه ثوابا حتى لو أجبرت على ذلك إجبارا. وعليه، فقد يجبر الناس على التعلم، ويكون عليهم لزاما، ولكن ليس في الإمكان أن يجبروا على حب التعلم، بحيث يشعرون بشوق يغمر أنفسهم إلى التعلم ورغبة تدفعهم صوب العلم دفعا. وهذا التشويق، وهو المعبر عنه في الأدبيات الإسلامية بالترغيب، هـو أسلوب قد استخدمته الشريعة الإسلامية في أمور العبادات، حتى في أشدها تجردا لله عز وجل وأعني بذلك الجهاد في سبيل الله
>[5] ، حيث
[ ص: 119 ] يلاحظ أن التكليف وما يترب عليه من أعمال صالحة قد اقترن به ترغيب وتشويق للمكلف بما ادخره الله له من نعيم معنوي ومادي
>[6] . فإذا قمنا بنقل هـذا المعنى إلى مجال التعليم فنجد أن «الثواب ما زال من أكبر العوامل على التعلم، ويقصد به كل ما يعمل على تحقيق الرغبات وبلوغ الأماني، فإذا أثيب المتعلم بذل في سبيل العلم جهدا كبيرا، غير مبال بما يعترضه من مصاعب ومشاق»
>[7] ، وذلك لتوفر دواعي ومرغبات في التعليم.
فإذا ثبت أن استخدام أسلوب الترغيب في التعليم يعد من أكبر الدوافع وأهمها على التعلم، فيكون حينها للمؤسسات التعليمية وسياستها تجاه المتعلمين ومؤسسات البحث العلمي ومراكز الدراسات أثر كبير ودور فعال في إحداث مثل هـذا الأمر المهم. وليس التشويق للتعلم محصورا في الأمور المادية فحسب كما يظن الكثير، بل هـو أمر أعم من ذلك
[ ص: 120 ] وأوسع، إذ يعد ذاك جزءا من عملية التشويق لا يعول عليه كثيرا، لأن التشويق المادي إنما هـو تشويق خارجي لعدم صدوره من طبيعة المتعلم ذاته ولا من قرارة نفسه، ومن ثم فهو معرض للزوال بزواله. ناهيك عن أن التشويق المادي إذا زاد عن حده انقلب من كونه وسيلة لترغيب المتعلم إلى غاية يسعى إليها، وفي ذلك إذان بخراب التعليم وفساده فسادا كبيرا. يضاف إلى ذلك أن التشويق المادي إذا أصبح غاية للمتعلم أفقد التعليم قيمته، بحيث تصبح جهوده ونشاطه التعليمي من أجل الحصول على الثواب المادي. وبناء على ذلك، فإن المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث والدراسات لا بد أن تراعي هـذا الأمر أثناء استخدام الترغيب المادي للمتعلمين.
وزيادة على ذلك، فإن هـناك نوعا آخر من التشويق يمكن أن نطلق عليه التشويق الداخلي مقابل التشويق الخارجي، أو التشويق المعنوي مقابل التشويق المادي، والمتمثل في الترغيب النفسي للمتعلم. والمقصود بالتشويق الداخلي إلى التعلم ما يكون نابعا من ذات المتعلم وصادرا عن رغبة نفسية داخلية للتعلم. ويتم تحقيق هـذا النوع من التشويق من خلال التوعية الذاتية للمتعلم بأهمية التعلم وعظيم منفعته على مستوى الأفراد والجماعات، كما سلف بيان ذلك أثناء الحديث عن التوعية العلمية. فإذا تأكد لنا أهمية التشويق وأثره في نفسية المتعلم فيكون من واجبات المؤسسات التعليمية أن تقوم بهذا العمل المؤثر في التعليم. ولعل بث الروح
[ ص: 121 ] الأخلاقية لدى المتعلمين وما يجب أن يتحلى به المتعلم المسلم من صفات تكون خير باعث له على التعلم، من الأمور التي تساعد المؤسسات التعليمية على نشر الروح العلمية بين أبناء الأمة الإسلامية. وعلى الجملة، فإن أمام المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث والدراسات نوعين متلازمين من التشويق، أحدهما مادي (خارجي) والآخر معنوي (داخلي) تلازما بحيث لا يتصور انفكاكهما، وإن كان أحدهما أكبر نفعا من الآخر. والحاصل أن الترغيب في العلم والتعلم عن طريق التوعية العلمية وبث الروح الأخلاقية، من أعظم الأمور التي تسمو بالتعليم إلى أعلى درجات الرقي والازدهار.
ج - إنشاء المكتبات العمومية تعرضت لبيان أهمية المكتبات في التنمية العلمية أثناء حديثي عن مواضع التعليم عند المسلمين بوصفها إحدى المواضع المهمة التي اعتنى بها المسلمون قديما وحديثا. وهذا الاهتمام بالمكتبات ناتج عن أهمية الكتاب في التعلم حتى في عصرنا الحاضر، رغم تطور الوسائل التقنية وتوفر العديد من الوسائل التي يمكن أن يستخدمها المتعلم، إلا أن الكتاب تبقى له الصدارة ضمن هـذه الوسائل. ولذا، فليس بمستغرب أن تعتني الأمم المتحضرة بأمر المكتبة وتوفير الكتب لأبناء المجتمع، وتسهيل الاستفادة منها. ولقد أشار
خير الدين التونسي إلى هـذا الأمر لدى لأمم الغربية بقوله: «ومن آثار اعتنائهم (يقصد الدول الأوروبية) بتوسيع دوائر العرفان، الذي هـو أساس التمدن والتهذيب لنوع
[ ص: 122 ] الإنسان، كثرة خزائن الكتب الجامعة لسائر الفنون، وتسهيل طرق الانتفاع بها بحسن الإدارة والترتيب الحاسم لمواد العوائق»
>[8] . واستشعارا لهذه الأهمية في التنمية العلمية، فإن الأمة الإسلامية في تاريخها القديم جعلت الكتاب من أول الأمور التي يعتني بها المتعلم، لذلك يسارع من اشتغل بالعلم إلى تقييد ما يسمعه في كتاب، وسارعوا أيضا إلى استنساخ الكتب وتكوين مكتبات خاصة بهم من سماعاتهم وابتياعهم من النساخ والوراقين. فضلا عن ذلك، فإن خلفاء المسلمين وأمراءهم أدركوا أهمية المكتبات في نشر العلم، فقاموا بإنشاء مكتبات عامة في المساجد والمدارس التي قاموا بتأسيسها.
وبناء على ذلك، فإن على المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث والدراسات أن تبذل قصارى جهدها لإنشاء المكتبات التي تكون مفتوحة للمتعلمين والباحثيـن والدارسيـن، وأن توفر لهم من الكتب والمراجـع ما يكون عونا لهم في دراساتهم وأبحاثهم وتعلمهم، إذ الملاحظ أن كثيرا من المكتبات التابعة للجامعات في العالم الإسلامي تشكو من قلة الكتب والمراجع. ويضاف إلى ذلك، أنه في حال توفر المرجع المطلوب تكون منه نسخة واحدة، فإذا أراد الباحـث الاستعانة به لم يعثر عليه لأنه مستعار أو مفقود أو موجود على حال يرثى لها. وهذا أمر يتعلق بمسألة تزويد
[ ص: 123 ] المكتبات بالكتب المطلوبة وتوفير أكثر عدد ممكن من النسخ حتى لا تكون نسخة فريدة تتداولها أيدي الطلاب وكل يترك بها أثر مما يجعل عملية الرجوع إليها صعبة.
وهذا الأمر -أعني به إنشـاء المكتبات العمومية- لا يتحقق طبعا إلا بوجود دعم مالي للمؤسسات التعليمية ومراكز البحوث والدراسات مما يمكنها من إنشاء ذلك وتعميمه. ولكن لابد أن تسعى هـذه المؤسسات من أجل ذلك، وتطلب من المؤسسات الأخرى أو المسئولة تمويل مثل هـذه المشاريع النافعة، وأن تمدهم بما يساعدهم على تحقيق ذلك، ولا بد أن تجد مثل هـذه الطلبات قبولا حسنا عند من يهمهم أمر التعليم في العالم الإسلامي، ويسعون في إصلاحه وتنميته.