كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( وصفة التلبية : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) قال الطحاوي والقرطبي : أجمع العلماء على هذه التلبية وهي مأخوذة من لب بالمكان إذا لزمه فكأنه قال أنا مقيم على طاعتك وكرره ; لأنه أراد إقامة بعد إقامة ولم يرد حقيقة التثنية وإنما هو التكثير كحنانيك والحنان الرحمة وقيل معنى : التلبية إجابة دعوة إبراهيم حين نادى بالحج وقيل محمد صلى الله عليه وسلم والأشهر أنه الله تعالى وكسر همزة " إن " أولى عند الجماهير وحكي الفتح عن آخرين قال ثعلب من كسر فقد عم يعني فقد حمد الله على كل حال ومن فتح فقد خص أي : لبيك ; لأن الحمد لك ( ولا تستحب الزيادة عليها ) .

; لأنه صلى الله عليه وسلم لزم تلبيته فكررها ولم يزد عليها ( ولا يكره ) نص عليه ; لأن ابن عمر كان يلبي تلبية الرسول ويزيد مع هذا " لبيك لبيك لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل " متفق عليه وزاد عمر " لبيك ذا النعماء والفضل لبيك لبيك مرغوبا ومرهوبا إليك لبيك رواه الأثرم وروي أن أنسا كان يزيد " لبيك حقا حقا تعبدا ورقا " ( ولا يستحب تكرارها في حالة واحدة ) قاله أحمد قال في المستوعب وغيره .

وقال له الأثرم : ما شيء تفعله العامة يلبون دبر الصلاة ثلاثا ؟ فتبسم وقال : لا أدري من أين جاءوا به قلت : أليس يجزئه مرة ؟ قال : بلى ; لأن المروي التلبية مطلقا من غير تقييد وذلك يحصل بمرة ( وقال الموفق والشارح : تكرارها ثلاثا في دبر الصلاة حسن ) فإن الله وتر يحب الوتر .

التالي السابق


الخدمات العلمية