كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( ثم يأخذ على يمينه مما يلي باب البيت ) لحديث جابر أن { النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه ثم مشى على يمينه فرمل ثلاثا ومشى أربعا } رواه مسلم ( ويجعله ) أي : البيت ( على يساره ) لفعله صلى الله عليه وسلم مع قوله { لتأخذوا عني مناسككم } ( ليقرب جانبه الأيسر ) الذي هو مقر القلب ( إليه ) أي : إلى البيت ( فأول ركن يمر به ) الطائف ( يسمى الشامي والعراقي وهو جهة الشام ثم يليه الركن الغربي والشامي وهو جهة المغرب ثم اليماني جهة اليمن فإذا أتى عليه ) أي : على الركن اليماني ( استلمه ولم يقبله ) .

وحديث مجاهد عن ابن عباس قال { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استلم الركن استلمه ووضع خده الأيمن عليه } فقال ابن عبد البر : هذا لا يصح وإنما يعرف التقبيل في الحجر الأسود ( ولا يستلم ولا يقبل الركنين الآخرين ) أي : الشامي والغربي لقول ابن عمر { لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يمسح من الأركان إلا اليمانيين } متفق عليه .

وقال ابن عمر " ما أراه يعني النبي صلى الله عليه وسلم لم يستلم الركنين اللذين يليان الحجر إلا ; لأن البيت لم يتم على قواعد إبراهيم ولا طاف الناس من وراء الحجر إلا لذلك " وطاف معاوية " فجعل يستلم الأركان كلها فقال ابن عباس لم تستلم هذين الركنين ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستلمهما ؟ فقال معاوية ليس شيء من البيت مهجورا فقال ابن عباس { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } فقال معاوية صدقت " .

التالي السابق


الخدمات العلمية