كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( ويسن الرباط ) نص عليه لحديث سلمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { رباط ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ، فإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل ، وأجري عليه رزقه ، وأمن الفتان } رواه مسلم وعن فضالة بن عبيد مرفوعا { كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ، ويأمن من فتان القبر } رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح .

( وهو ) أي : الرباط ( الإقامة بثغر تقوية للمسلمين ) مأخوذ من رباط الخيل ; لأن هؤلاء يربطون خيولهم وهؤلاء يربطون خيولهم ، كل يعد لصاحبه ، والثغر : كل مكان يخيف أهله العدو ويخيفهم ، أي : الرباط ( وأقله ساعة ) قال أحمد يوم رباط وليلة رباط وساعة رباط ( وتمامه ) أي : الرباط ( أربعون يوما ) قاله أحمد وروي عن ابن عمر لحديث : { تمام الرباط أربعون يوما } رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب .

وعن أبي هريرة " رباط يوم في سبيل الله أحب إلي أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين مسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن رابط أربعين يوما فقد استكمل الرباط " رواه سعيد .

( وإن زاد ) الرباط على أربعين يوما ( فله أجره ) كسائر أعمال البر ( وهو ) أي : الرباط ( بأشد الثغور خوفا : أفضل ) ; لأنهم أحوج ، والمقام به أنفع .

( و ) الرباط ( أفضل من المقام بمكة ) ذكره الشيخ تقي الدين إجماعا ( والصلاة بها ) أي : بمكة ( أفضل من الصلاة بالثغر ) قال أحمد : فأما فضل الصلاة فهذا شيء خاصة فضل لهذه المساجد .

التالي السابق


الخدمات العلمية