كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( ويلزمهم التمييز عن المسلمين فيشترطه الإمام عليهم ) لاشتراط أهل الجزيرة على أنفسهم ذلك حيث قالوا : " وأن نلزم زينا حيثما كنا ، وأن لا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ، ولا عمامة ولا نعلين ، ولا فرق شعر إلخ وكتبوا به إلى عبد الرحمن بن غنم فكتب به إلى عمر بن الخطاب فكتب عمر " أن امض لهم ما سألوه " الخبر مطولا رواه الخلال .

ويكون التمييز في أمور منها ( في شعورهم بحذف ) أي : حلق ( مقادم رءوسهم ، بأن يجزوا نواصيهم ) وهي مقدار ربع الرأس ( ولا يتخذون شرابين ; لأنه من عادة الأشراف ) فيمنعون منه .

( و ) يلزمهم التميز أيضا في شعورهم ( بترك الفرق ) وهو قسم شعر الرأس نصفين بالسوية وجعله ذؤابتين ( فلا يفرق ) الذمي ( شعر جمته ) أي : رأسه ( فرقتين كما تفرق النساء ) ; لأن الفرق من سنة المسلمين ، بل تكون شعور رءوسهم جمة لما تقدم ( وكناهم فلا يكتنون بكنى المسلمين كأبي القاسم ، وأبي عبد الله وأبي محمد وأبي الحسن وأبي بكر ونحوها ) مما هو في الغالب في المسلمين لقولهم في الخبر السابق " ولا نكتني بكناهم " ( وكذا اللقب ) أي : يمنعون من ألقاب المسلمين ( كعز الدين ونحوه ) كزين الدين .

( ولا يمنعون الكنى بالكلية ) قال أحمد لطبيب نصراني : يا أبا إسحاق واحتج بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعل عمر ونقل أبو طالب لا بأس به { ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسقف نجران يا أبا الحارث أسلم تسلم } وعمر قال لنصراني : يا أبا حسان .

وفي الفروع يتوجه احتمال يجوز للمصلحة وقال بعض العلماء : ويحمل ما روي عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية