( فإن كان المكفول به غائبا غيبة تعلم غير منقطعة ) بأن غاب بموضع معلوم ( ولو ) كان
المكفول به ( مرتدا لحق بدار الحرب ) بموضع معلوم ( أمهل ) الكفيل ( بقدر ما يمضي ) إلى محل المكفول به ( ويحضره )
[ ص: 380 ] منه ليتحقق إمكان التسليم ، وسواء كانت المسافة قريبة أم بعيدة .
( وإن لم يعلم فيها ) أي : في الغيبة ( خبره ) أي : المكفول به ( لزمه ) أي : الكفيل ( الدين من غير إمهال ) إذ لا فائدة في الإمهال مع عدم العلم بموضعه ( فإن ) علم موضعه و ( مضى ) الكفيل إليه ( ولم يحضره ) أي : المكفول به ( إما لتوان أو لهربه ) أي : المكفول به ( واختفائه أو ; لامتناعه ، أو لغير ذلك ) كذي سلطان ( بحيث تعذر إحضاره مع حياته لزمه ) أي : الكفيل ( ما عليه من الدين ) لعموم قوله : صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14337الزعيم غارم } ولأنها أحد نوعي الكفالة فوجب الغرم بها إذن كالكفالة بالمال ولا يسقط عن الكفيل المال بإحضار المكفول به بعد الوقت المسمى نصا ( إلا إذا شرط ) الكفيل ( البراءة منه ) أي : من الدين فلا يلزمه ، عملا بشرطه ; لأنه إنما التزم الكفالة على هذا الشرط فلا يلزمه سوى ما اقتضاه التزامه .
( وكذا
عوض العين المكفول بها ) يلزم الكفيل إذا تعذر عليه إحضار المكفول به ليسلمها ( إذا لم يشرط ) الكفيل ( أن لا مال عليه بتلفها ) أي : بسبب تعذر ردها ; لتلفها بفعل آدمي ، أو هربه بها ونحوه أما إذا تلف بفعل الله فقد تقدم أن الكفيل يبرأ بذلك ، كموت المكفول به ( فإن اشترط ) الكفيل البراءة ( برئ ) لما تقدم .