كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( فوائد ) جمع فائدة ( في المخارج ) أي التخلص ( من مضائق الأيمان ) أي قيل تنفع الحيل منها ( و ) في ( ما يجوز استعماله حال عقد اليمين و ) في ( ما يتخلص به من المآثم ) أي إثم الكذب في كلامه .

( و ) ما يتخلص به من ( الحنث ) في حلفه ( إذا أراد تخويف امرأته بالطلاق ) فقال لها ( إن خرجت من دارها أنت طالق ثلاثا إن خرجت من الدار إلا بإذني ونوى بقلبه ) بطالق ( طالق من وثاق ) بفتح الواو وكسرها أي قيد ( أو ) طالق ( من العمل الفلاني كالخياطة والمغزل والتطريز ونوى بقوله ثلاثا ثلاثة أيام فله نيته ) لأن لفظه يحتمله ( فإن خرجت لم تطلق فيما بينه وبين الله تعالى رواية واحدة ) لأنه أدري بنيته .

( ويقع في الحكم كما تقدم لأن هذا الاحتمال بعيد ) فإرادته مخالفة للظاهر فلا تقبل دعواه ( وكذلك الحكم إذا نوى بقوله طالق الطالق من الإبل وهي الناقة التي يطلقها الراعي وحدها أول الإبل إلى المرعى وحبس لبنها ولا يحلبها إلا عند الورد ) أي وردها الماء ( أو نوى بالطلاق الناقة يحل عقالها وكذا إن نوى ) بقوله أنت طالق ( إن خرجت ذلك اليوم ) ولم تخرج ( أو ) نوى ( إن خرجت وعليها ثياب خز أو إبريسم أو غير ذلك ) ولم تخرج كذلك ( أو ) نوى ( إن خرجت عريانة أو ) إن خرجت ( راكبة بغلا ونحوه ) كفرس ولم تخرج كذلك ( أو ) نوى ( إن خرجت ليلا أو ) إن خرجت ( نهارا فله نيته ) لأن لفظه يحتمل ذلك .

( ومتى خرجت على غير الصفة التي نواها لم يحنث ) فيما بينه وبين الله لكن لا يقبل منه ذلك حكما لبعده ( وكذا الحكم إذا قال أنت طالق إن لبست ونوى ثوبا دون ثوب فله نيته ) ويقبل منه حكما إذ لا بعد في ذلك وتقدم ( وكذلك إن كانت يمينه بعتاق ) على نحو ما تقدم ( وكذا إن وضع يده على ضفيرة شعرها وقال أنت طالق ونوى مخاطبة الضفيرة أو وضع يده على شعر عبده وقال أنت حر ونوى مخاطبة الشعر ) فله نيته ( أو ) وضع يده على الضفيرة وقال ( إن خرجت من الدار أو إن سرقت مني شيئا أو إن خنتني في مالي أو إن أفشيت سري أو غير ذلك مما يريد منعها منه ) ككلام زيد فأنت طالق مخاطبا للضفيرة ( فله نيته ) لأن لفظه يحتمل ما نواه به .

التالي السابق


الخدمات العلمية