الأبعاد العصرية الحديثة
منذ أن وصل الإنسان إلى اللغة في العصور القديمة اكتشف أنها وسيلته الأولى للاتصال بالآخرين وقضاء حاجاته؛ إذ «هي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم»
>[1] حسب ابن جني.
ومع مر العصور، تنامت وظائف اللغة من المرتبة النفعية الأولى إلى مراتب متعددة اقتضتها حاجة كل عصر، لكن الرمز بقي سمتها الأساسية الدالة على طبيعتها، فالألفاظ ليست تمثيلا حسيا للأشياء
[ ص: 51 ] والأفعال بل رموز تم الاتفاق والاصطلاح عليها، وهذا يفسر اختلاف اللغات وتعددها، وتعدد الأسماء، فالكلمات ترتبط في الذهن بمدلولاتها، فهي رموز لها
>[2] .
فأصبح للغة وظائف متعلقة بجميع شئون الحياة، كالتربية والتعليم والاقتصاد والسياسة والدين وسائر أشكال الفكر والتعبير الأدبي. وكلما اتسعت أنماط الحياة زادت الحاجة إلى تفعيل اللغة وتنميتها بصفتها وسيلة الاتصال العليا، وذلك من أجل انسجام الإنسان والمجتمع مع نبض المرحلة. ومن المعلوم أنه كلما قويت الأمة قويت لغتها ونمت وتطورت، وليس أدل على ذلك من ازدهار علوم اللغة العربية في العصر العباسي، على سبيل المثال.
ولما شهد عصرنا الحـديث انفجارات هـائلة في عالم المعرفة، ولا سيما ثورة تقنية المعلومات وثورة الاتصالات الحديثة، التي جعلت العالم قرية صغيرة، وقربت وسائل التعارف بين شعوب العالم المختلف اللغات، فقد بات من الطبيعي أن تزداد الحاجة إلى إتقان فنون الاتصال (بالآخر) لمسايرة المد الحضاري السريع.
[ ص: 52 ]
ولولا تطور اللغة الدائب لما استطاعت الأجيال الجديدة أن تفهم لغة أجدادهم، فالمرونة التي تنطوي عليها اللغة العربية لم تنشأ جزافا، وإنما هـي نتيجة حتمية لطبيعة اللغة العربية، إذ إن ما تتميز به من موسيقى واضحة وقابلية للتزاوج مع اللغات الأجنبية جعل منها لغة حية مرنة متطورة
>[3] .
وعليه، فقد سـعت كل دولة إلى تطوير وسـائل اتصالها كي لا تغفلها حركة الزمن، وكي لا ينساها التاريخ، فانتبه العالم كله إلى مسألة «فن الاتصال» ، ومما لا شك فيه أن العالم العربي من الشعوب التي التفت إلى أهمية هـذه المسألة العصرية الملحة، خاصة أن هـيمنة اقتصاد الدول الكبرى الطامعة في اقتصاد الدول الصغرى بدت ظاهرة خطيرة مؤكدة متسترة بما يسمى «بالعولمة» التي تنصب فخاخها للشعوب الغافلة بأساليب مبطنة ظاهرها حرص هـذه الدول الكبرى على منح الإنسان في الدول النامية حقوقه الإنسانية المستلبة.
ورأينا الاتجاه العولمي مصحوبا بمد فكري يسانده، لعل أبرزه ( حوار الأديان وحوار الثقافات ) ، والمستقرئ لمسار هـذه الحوارات يجدها ضرورة عالمية معاصرة، فيها يتعرف المتحاورون على المبادئ
[ ص: 53 ] المشتركة بين أديانهم وثقافاتهم، وهي حوارات يطمع فيها كل طرف بطرح مالديه من أهداف، أو إزالة تهم، أو تأكيد إيجابيات، وإذا كان ثمة هـدف كبير مشـترك فهو نشر ثقافـة احترام الحرية الدينية والثقافية،
إذ
( لا إكراه في الدين ) (البقرة:256) ،
وليس من حق شعب ما أن يسخر أو يصادر الخصوصية الحضارية والثقافية لدى شعب آخر.
وربما برز هـدف كبير آخر وهو تعزيز ثقافة المحبة الإنسانية الشاملة التي تساعد على انتزاع الضغائن القومية، وسائر أشكال التميز العنصري في الرأي واللون والعرق، فلكل شعب كرامته، ولكل دولة سيادتها، ولكل امرئ كبرياؤه الخاصة التي لا يحق لأحد أن يهينها أو ينال منها.
غير أن أطماع الدول العظمى في مقدرات الشعوب المستضعفة تجعل هـذه الشعوب حذرة في علاقاتها مع (الآخر المسيطر) اقتصاديا وعسكريا؛ لأنها تخشى فقدان هـويتها وخسران كيانها.
ولعل مستقبل قضية الحوار الحضاري مرهون بمدى استعداد كل حضارة لفهم، لا، بل لهضم البعد الإنساني واستيعاب قيم الخير في أدبيات كل حضارة بتجرد وموضوعية
>[4] .
[ ص: 54 ]
ومهما يكن من أمر، فإن طبيعة نبض العصر التكنولوجي الحديث ، وتوسع أساليب الفكر الاقتصادي والسياسي، تفرض على كل شعب الانتباه إلى قضية الاتصال (بالآخر) ، وابتكار فنون مناسبة لها، وتطوير الأساليب القائمة، ليس لمواكبة أسباب التطور العالمي وحسب، بل لأن الاتصال أصبح علما اجتماعيا لا مناص من الأخذ به للسير قدما مع نواميس الحياة.
ومن أمثلة الأساليب الاتصالية ما نشهده من حركة العلاقات الديبلوماسية الواسعة بين دول العالم، فقد أصبحت العلاقات الديبلوماسية كذلك فنا متطورا أسست له المعاهد الخاصة به، إذ الديبلوماسي سفير لبلده وحضارة أمته وعقيدته، يمثلها بالضرورة والواجب، وبمقدار نجاح مهارات اتصاله مع (الآخر) تكون الصورة التي يقدمها مطابقة وفاعلة. فها نحن نرى في المعاهد الديبلوماسية، وفي المساقات المقررة على طلبة الجامعات في التخصصات السياسية ما يعد الطلبة لإتقان الفنون الديبلوماسية اللازمة، ولعل أولها إتقان اللغة العربية، والتمكن من مهارات الاتصال بها، قراءة وكتابة وتحدثا
[ ص: 55 ] واستماعا، والإحاطة الشاملة بفن الحوار الذي يعد أكثر المهارات حضورا في العلاقات الديبلوماسية، فالحوار مهارة رفيعة المستوى، تتطلب من صاحبها مراعاة الآداب اللازمة لذلك، من قوة الشخصية، والقدرة على الإقناع، وحسن الاستماع، وامتلاك الأداء التهذيبي عند الحوار، ومراعاة مقامات المتحدثين، والانتباه إلى مسألة ملاءمة الوقت والمكان والظرف. يزاد على ذلك السمات الشخصية اللازمة من مرونة وحزم ولين وشـجاعة وهدوء، ومستوى علو الصوت وخفضه وتنويعه، وحـسن الهيئة والهندام، وإدارة ملامح الوجه بالابتسام أو الجد أو العبوس، واسـتخدام لغة الجسـد بدراية وحنكة، وغير ذلك مما يلزم المحاور الديبلوماسي الفائق. لذلك لا تختار الدولة من ديبلوماسييها إلا من يحـوز تلك المهارات ويطـورها بالتدريب والخبرة.
وإذا كان الديبلوماسي بحاجة ماسة إلى فنون الاتصال بسبب طبيعة مهمته أو وظيفته، فإن كل فرد في المجتمع بحاجة أمس إلى الدراية بتلك الفنون؛ لأنها تمثل منهجا رئيسا من مناهج النجاح في الحياة اليومية، مهما اختلفت مواقع الأفراد وتباينت وظائفهم.
[ ص: 56 ]
والمتأمل لمهارات الديبلوماسي يجده مستندا في اتصاله مع (الآخر) على اللغة، فإن تمكن من أساليبها وخبر فنونها واستخدمها بذكاء وفطنة حققت من النجاح ما يريد.
ومن نعم الله على الأمة العربية والإسلامية أن جعل اللغة العربية لغة حية رحبة خصبة قادرة على استيعاب مستجدات كل عصر، فيها من الخصائص ما يجعلها أداة متقدمة في الاتصال والتفاهم، وذلك لما تمتلكه من غنى ومرونة وحيوية تكاد لا تضاهيها في ذلك لغة أخرى.
وقد برز في سوق التجارة العربية منذ ما يزيد على ثلاثين سنة مصطلح رجال الأعمال، أي الأشخاص المشتغلين بالأعمال التجارية على مستوى عال، وأصبح لهذه الفئة مظهرها الاجتماعي البارز، واتخذ الواحد منهم سمتا أنيقا من حسن الهندام والمظهر الوسيم، وبدت عليه علائم التحضر وتنظيم الوقت واتخاذ أمناء الأسرار، ومحاولة إتقان لغات عـدة، وإجـادة أنواع البسمة، ولا سيما البسمة التجارية المجاملـة وسائر أشـكال الشخصـنة والتمظهر البراق الجاذب.
[ ص: 57 ]
وقد كبر عدد رجال الأعمال العرب حتى باتوا بحاجة إلى الدراية بفنون اللغة وأساليب القول وطرائق البيان المناسبة لهم من أجل إنجاح وسائل عرضهم وتسويقهم للذات والتجارة، حتى أن الكثير منهم صنع لنفسه تمظهرا معينا. غير أن ما يهمنا في هـذا الأمر هـو طبيعة اللغة الملائمة لرجل الأعمال، وخاصة ما يتعلق بضروب الحوار والإقناع والتأثير وفن التسويق.
وقد تنبه
الدكتور عبد الصبور شاهين إلى مسألة لغة رجال الأعمال
>[5] فاقترح تسميتها بـ «اللغة الأعمالية» وأشار إلى منظومة من السمات اللغوية التي يحسن أن يأخذ بها رجال المال والعمل، وهي سمات روعي في اقتراحها البنية الاقتصادية للغة، لتوفير الوقت وإصابة الهدف وتحقيق قدر عال من الاتصال المشترك والفهم المتبادل.. ومن هـذه السمات أو المواصفات:
- توفر الألفاظ الحسية دون التجريدية.
- استخدام الجمل القصيرة دون الطويلة.
- ألا يستعمل من الألفاظ غير الضروري.
[ ص: 58 ]
- تفضيل المأنوس من الألفاظ.
- استخدام الأفعال المتعدية.
- عدم الإسراف في الصفات.
ومن البدهي أن يتنبه رجل الأعمال إلى إتقان أدبيات الحوار وفنون التحدث، تلك التي تلزم الإنسان العادي مضيفا إليها لغة الإشارة والتنويع في النبر ولغة العيون وأصناف البسمات، محافظا على دقة المواعيد ولطافة المكالمة الهاتفية، وخبيرا بحسن المدخل والمخرج وبراعة التخلص وفن الاسـتماع والنقاش، من غـير ما جـدل ممل أو هـذر ساخر. وأتصور أن الشركات التجارية الكبرى تقدم للعاملين فيها دورات تدريبية على فن التخاطب ومهارة المحادثة وجذب الزبائن بأجمل الكلام وأسلس العبارات المتأنقة.
ومما يؤسف له أن أعدادا غير قليلة من الطلبة يتخرجون في المرحلة الثانوية من غير أن يمتلكوا الحد الأدنى من مهارات الاتصال، بسبب ضعفهم الجلي في استخدام اللغة العربية وعدم التمكن من أساليبها التعبيرية، فنرى الطـالب متخبطا، في أثناء حديثه أو كتابته،
[ ص: 59 ] لا يسـتطيع بناء جملة مفيدة معبرة، وإذا بناها وقع في أخطاء نحوية أو إملائية أو تعبيرية، فمثل هـؤلاء الطلبة فقيرون إلى الثروة اللغوية اللازمة لنجاحهم في الحياة العلمية والدنيوية، فقيرون إلى التذوق الأدبي الذي يهذب نفوسهم ويشكل وجدانهم بالحس الجمالي الرفيع، فيخرجون إلى الواقع عزلا من طرائق التفكير السليمة القائمة على قوة اللغة العربية.
إننا لا نكاد نجد طالبا، من بين مائة طالب، قادرا على الوقوف أمام الجمهور يتحدث بثقة وتمكن، وذلك بسـبب ما يعتوره من خجل ونقصـان ثقة بالنفـس وبالأدوات التعـبيرية، ولذلك نرى فئة كبيرة من فلذات أكبادنا منسـاقين وراء كل طـارئ وسريع من الثقافة الاستهلاكية الضحلة التي توفرها لهم المنتجات الإلكترونية ، ولا سيما ثقافة «الإنترنت» . فيقضـي الطـلاب وقـتا طويلا في معالجة البريد الإلكتروني مثلا، وصـولا إلى لذة تسـلوية عابرة، في ظل غياب الثقافة الجادة، التي تحصنهم وتبني شخصياتهم وتصقلها وتعدها للمستقبل.
[ ص: 60 ]
ونشاهد الأطفال كذلك يقضون ساعات طويلة أمام التلفاز للاستمتاع بأفلام الكرتون والصور المتحركة ، لا يجدون من أهلهم من ينبههم أو يرشـدهم إلى الأضـرار الفادحة التي تلحق بهم جراء هـذا السلوك المبالغ فيه، كآلام الظهر وضـعف البصر والارتكان إلى الصمت الذي يفوت عليهم فرص التدريب على الكلام والحوار والمناقشة، فتصـبح ألسـنتهم عجماء عاجزة عن الطلاقة وحسن التعبير.
وقد تنبهت الجامعة اللبنانية إلى أهمية تدريس مهارات الاتصال فيها، فقررت مساق «سيكولوجية الاتصال» على طلبتها منذ عام 1972م، في حين قررت الجامعة الأردنية مادة مهارات الاتصال بالعربية وبالإنجليزية منذ عام 1999م لتكون مساقا من مساقات الإعداد العام لجميع التخصصات، وخصص لكل فرع من العربية والإنجليزية كتاب معلوم ألفه كوكبة من الأساتذة في ضوء مرئياتهم لهذه المادة، ومع حسن نوايا هـذه التجربة إلا أنها افتقرت إلى أمرين:
أولهما: أن الكتاب المخصص غلب عليه تعليم اللغة العربية، فاحتوى على نصوص متباينة في الجودة والملاءمة، وندرت فيه
[ ص: 61 ] التدريبات التي تعزز مبادئ مهارات الاتصال من الجانب التطبيقي داخل المحاضرة.
وثانيهما: أن أغلب مدرسـي المادة هـم من حمـلة الماجسـتير أو الدكتوراة المتخصصـين باللغة العربية لكـنهم لم يتلقوا دورات أو لم يتحصلوا على كفايات خبروية كافية للتركيز على الجانب التطبيقي والممارسة الفعلية.
وقد حذا عدد من الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة حذو الجامعة الأردنية، فباتت مادة مهارات الاتصال مقررا ثابتا.
وعلى صعيد التأليف الحر في هـذا المجال، فقد غلب على الكتب التي تناولت مهارات الاتصال الاهتمام بالجانب الإعلامي في الاتصال، غلبة قللت من شأن الناحية التطبيقية التي تكسب الطلبة وسائر المتلقين خبرات مباشرة. كما غلب على بعض منها العناية بالمهارات اللغوية والحديث عن خصائص اللغة وأنواع المهارات لكنها لم تقدم نماذج تراثية كافية لمحاكاتها والاستيحاء منها، فانحازت إلى التنظير، وهكذا نجد أن تدريس مهارات الاتصال بحاجة ماسة إلى مدرسين أكفياء، يطبقون داخل الغرفة الصفية أساليب من فن الحوار والنقاش وفن الكتابة والقراءة وتدريب الطلبة على أدبيات الاستماع،
[ ص: 62 ] وأتصور أن على المدرسين تخصيص نصف العلامة الكلية إلى الجانب العملي التطبيقي كي تكون المخرجات ناجحة وفاعلة.
ومع تنامي ثورة الاتصال الحديثة، وتنوع وسائلها وأنماطها، ظهرت حاجة المؤسسة إلى أشخاص معبرين عن اتجاه تلك المؤسسة ومنسقين مع الجمهور المستهدف، فبرز علم ( العلاقات العامة ) وخصصت له الكليات والمعاهد لتدريسه، وبدت مادة هـذا العلم مستندة إلى مهارات الاتصال استنادا رئيسا، وأصبح لمسئول العلاقات العامة مواصفات معينة تميزه عن سواه من الأشخاص العاديين، ومن هـذه المواصفات:
- القدرة على التعبير عن نفسه بطلاقة.
- حسن الإصغاء والاستماع.
- سرعة الملاحظة والتعلم.
- التذكر القوي والسريع.
- القدرة على فهم الآخرين والتفاهم معهم.
- حضور البديهة.
[ ص: 63 ]
- القدرة على طرح أفكار جديدة مناسبة.
- التنظيم.
- النضج الفكري، والثقافة الواسعة في علم النفس الاجتماعي والإداري.
- المرونة.
- القدرة على تحديد الأولويات، وإقناع الآخرين، وعلى الخطابة ومواجهة الجمهور.
>[6]
ومع تعقد العـلاقات الاجـتماعية وتطور النظريات الإدارية ونمـو حجم المنظمات وزيادة التخصصات وتقسيم الأعمال وسرعة التغير والتطـور العلمي والتكـنولوجي وما صـاحبه من ظهور أفكار وطرق جديدة لتحسـين العمل، أصـبحت عملية الاتصال من المكونات الرئيسـة للعمـلية الإدارية. فعندما يوجه الإداري كتابا رسميا إلى موظفي المؤسـسة أو يلقي خطابا أو يعقد اجتماعا أو ينشر مقالا يكون بذلك قد اسـتعمل الاتصـال المقصـود. لكن الانطـباع الذي يتركه الإداري في ذهن الفرد أو المجموعة من خـلال تصرفه ومظـهره ومكتبه يعد اتصـالا غير مقصـود.
[ ص: 64 ]
إن على الإداري أن يدرك في كل الأوقـات أن اتصـاله مع الآخرين يكون مزدوجا.
>[7]
فبمقدار تمكن القائد من مهارات الاتصـال ، سواء أكان إداريا أم معلما أم رئيس شركة أم أستاذا جامعيا أم أبا أم غير ذلك، تنعكس النتائج على الأفراد انعكاسا إيجابيا، فتزاد مشاعر الانتماء إلى المجموعة، وتتحسـن تبعا لذلك صـور الأداء الفردي والجماعي جراء تنشيط الدافعية وحفز الهمة والشعور بالأمن الوظيفي والرضا عن المؤسسة.