النموذج الأول
ذكر أن الصحـابي
حاطب بن أبي بلتعة ، رضي الله عنه ، رسول النبي صلى الله عليه وسلم إلى
المقوقـس حـاكم
مصر آنذاك قد طـاف في
الإسكندرية ، فرأى جـامعتها وحصونـها ومسـلتين من آثار الفراعـنة، وسمـع عن
أخـناتون الذي نادى بديانـة التوحـيد قبل
موسـى وعيسى ، عليهما السلام
>[1] .
يثير هـذا الخبر عديدا من التساؤلات، وقد أقحم في إطار الواقع التاريخي، فلا يوجد مصدر تاريخي يذكر هـذا
>[2] ، وهل كانت مكتبة الإسكندرية قائمة حين دخول الصحابي مصر نحو السنة السابعة من الهجرة؟ وهل كان الناس على علم بأخناتون ودعوته المزعومة إلى التوحيد؟ فمن المعلوم أن المسألة الفرعونية والاهتمام بها لم تظهر إلا بعد أن أثارها (الآخر) منذ ما يقارب نحو مائتي عام، أي بعد اكتشاف حجر رشيد عام 1799م (نحو 1214 هـ) ، فبين الصحابي، رضي الله عنه ، وهذا التاريخ أكثر من عشرة قرون، ومن المعلوم كذلك أن
أخناتون كان
[ ص: 117 ] تجسيدا للآلهة، ثم أصبح ابن إله، وكان رعاياه يتعبدون له
>[3] ، ولو أنه دعا إلى التوحيد الحق لما ادعى أنه ابن إله، والمجازفة في ذكر هـذه الدعوة الباطلـة يخشـى معـه التوهم بأن قـد أثرت على دعـوتي
موسى وعيسى ، عليهما السلام، كأنهما قد أخذا عنه فكرة التوحيد ولم تكن وحيا، وقد خاض في هـذا الكلام الفاسد
«سيجموند فرويد» اليهودي الذي ادعى أن موسى، عليه السلام، قد تربى في كنف الوحدانية التي نادى بها أخناتون.