النموذج الثاني
ورد في أحد كتب الأطفال أن غلاما نصرانيا من بني تغلب قد حسم معركة البويب التي جرت بين المسلمين
والفرس عام 13 هـ عندما قتل قائد الفرس
>[1] ، ويهمنا أن نذكر مرويات هـذه المعركة بإيجاز : فقد رويت بعدة طرق مع اختلاف بين في مجرياتها، فعند
خليفة بن خـياط أن براء
[ ص: 118 ] ابن مالك قد بارز قائد
الفرس المرزبان وقـتله
>[2] ، وعند
البلاذري روايتان لم يذكر فيهما أن من قتله هـو الغلام النصراني
>[3] ، وعند الطبري أربع مرويات
>[4] اثنتان منهما تفيدان أن من قتل المرزبان هـو غلام تغلبي، وقد رواهما الطبري، رحمه الله، عن سيف بن معمر التميمي وهو متروك
>[5] . لقد اختيرت الرواية الضعيفة اتفاقا مع رؤية قومية خارج إطار العقيدة، ولعل الأولاد يتساءلون عن مجاهدين مسلمين في معركة البويب يقفون حيارى مذهولين مكتوفي الأيدي أمام الفرس، فينهض غلام نصراني يهتف إعلاء لقومه «أنا الغلام التغلبي» وليس نصرة لدين الله، يقدم هـذا لأولاد الأمة عن معركة ذكر المؤرخ ابن كثير، رحمه الله، أنها بحجمها وأهميتها تعادل معركة اليرمـوك في بلاد الشام
>[6] . هـذا نموذج يظهر أن اختيار الخبر إنما وفق الهوى، وليس اتباعا للحق، يقدم للأولاد حتى وإن كان خبرا تالفا واهيا.
[ ص: 119 ]