النموذج الرابع
هو نموذج لا يعتمد على مرويات ضعيفة، وإنما يبتكر أخبارا غريبة، فمن ذلك أن يتحول
السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى بطل للقومية العربية قد جمع كلمة العرب من مسلمين ونصارى لمحاربة الفرنج
>[1] ، وقد كان بين قواته عدد كبير من النصارى، واشتهر بينهم
عيسى العوام إنها
>[2] .
[ ص: 120 ] رؤية تشوه صفحات مشرقة من تاريخ الأمة قامت على الحق، وتسيء إلى قائد مسلم لم يكن عربيا، قد تمكن من جمع كلمة الأمة تحت راية الإسلام، وليس راية القومية كما يزعم، وأن المصادر المعاصرة تفند الادعاء بأن عيسى العوام، رحمه الله، كان نصرانيا
>[3] . ونسـتأنس بقول
ابن تيمية ، رحمه الله، وهو قريب عهد بتلك الحقبة التاريخية: «وصـلاح الدين وأهل بيته ما كانوا يوالون النصارى، ولم يكونوا يستعملون منهم أحدا في شيء من أمور المسلمين أصلا، ولهذا كانوا مؤيدين منصورين على الأعداء، مع قلة المال والعدد»
>[4] .