النموذج السادس
تميل بعض الكتب إلى تصوير حكام المسلمين وأولياء أمورهم بصورة مغايرة للواقع، فكثير منهم يظهرون في الكتب غارقين في اللهو والفساد ينفقون من خزائن الدولة ببذخ، ولا يبدون أدنى اهتمام بالرعية
>[1] . وهذا من شأنه أن يوهن علاقة أولاد الأمة بمن ولي أمر المسلمين عبر تاريخهم، كما يؤدي إلى التشكيك في حقيقتهم وأنهم لم يكونوا يحكمون بما أنزل لله، بل وفق أهوائهم، فلا بد والحال هـذه من نبذ تاريخهم بأكمله والتطلع إلى (الآخر) وتبني فكره السياسي، فإن نظام حكم (الآخر) وسياسته لرعيته هـي المطلوبة لتحقيق الرخاء والعدل مع إخفاء فكره الميكيافيللي حتى لا تثار الشكوك في نظامه، وهذا يقود إلى أن تلغى تلك العلامات الخيرة في التاريخ الإسلامي لتحل محلها صفحات مليئة بالمفتريات
[ ص: 122 ] والأكاذيب مأخوذة من مرويات موضوعة تالفة تقرأ من كتاب الأغاني وألف ليلة وليلة.