- الكهرباء.. تقود إلى الانتحار
الكهرباء كأهم أساليب الاتصالات.. ما علاقتها بالانتحار؟
رصد علماء أميركيون ارتفاع معدلات الانتحار بين العاملين في مجال مرافق الكهرباء، وبحثوا إمكانية وجود علاقة بين الانتحار والموجات الكهرومغناطيسية وتأثيرها المحتمل على مادة الميلاتونين في كيمياء المخ. ويعتقد الدكتور
«ديفيد سافيتز» من جامعة نورث كارولاينا بأن المجالات الكهرومغناطيسية قد تقلص مستويات الميلاتونين في المخ وأن ذلك قد يسبب حالات اكتئاب وانتحار. والمعروف أن مادة الميلاتونين تلعب دورا مهما في عدد من وظائف جسم الإنسان ومنها النوم والجوع والرغبة الجنسية والمزاج. وقارن الباحثون في تقرير نشر في مجلة الطب المهني والبيئي معدلات التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية ومعدلات الانتحار بين 5 آلاف عامل في مجال المرافق الكهربائية وعدد متساو من خارج هـذا المجال. وكان عدد حالات الانتحار بين من يتعرضون لمجالات كهرومغناطيسية ضعف عدد الحالات في المجموعة الأخرى. كما أكد الفريق العلمي في التقرير بأن نتائج هـذه الدراسة توفر أدلة تربط بين التعرض المستمر لترددات منخفضة للمجال الكهرومغناطيسي والانتحار خاصة بين الشباب. وفي مايو 2002م أعلنت
اليابان ، التي اشتهر مواطنوها بحب العمل، أن عدد الموتى بسبب إرهاق أنفسهم في العمل ارتفع بنسبة 68% ليقفز إلى رقم قياسي بلغ 143 حالة خلال عام. كما أظهرت دراسة لوزارة الصحة اليابانية بتزايد عدد حالات الوفاة ذات الصلة بالإجهاد والاضطراب
[ ص: 80 ] والاكتئاب الذي تسببه الإشعاعات الكهرومغناطيسية ، وهي مشكلة معروفة باسم «كاروشي»؛ وقد حذر مسئول من وزارة الصحة من استمرارية تزايد أعداد حالات الكاروشي؛ لأنه من المتوقع أن تزداد الإشعاعات الكهرومغناطيسية.
>[1] السكن قرب خطوط الشبكات الكهربائية يزيد احتمالات الإصابة بالسرطان
حذرت دراسة علمية مصرية نشرت في أبريل 2005م، في مجلة العلوم الصحية، من خطورة المجالات الكهرومغناطيسية لأبراج البث الإذاعي والتلفزيوني وخطوط القوى الكهربائية وأبراج الضغط العالي داخل بعض المنازل والمدارس والمستشفيات القريبة من هـذه المصادر، وفي بعض المصانع التي تستخدم التيار الكهربائي الكبير. وقد كشفت الدراسة وجود مستويات عالية من شدة المجال الكهربائي داخل المنازل المبنية تحت أو قرب الضغط العالي حتى مسافة 20 مترا.
كما كشفت الدراسة عن وجود إصابات مرضية مرتفعة في هـذه المناطق، مثل زيادة الإصابة بالحساسية ، وارتفاع ضغط الدم ، والصداع المزمن ، وأمراض الجهاز الهضمي ، والتهاب المفاصل ، وذلك بالمقارنة بالمجموعات الضابطة غير المعرضة لهذه المجالات الناتجة عن خطوط الضغط العالي.
وفي حين أكدت دراسة بريطانية في عام 2002م أنه لا توجد دلائل على مخاطر الشبكات الكهربائية على الصحة إلا أن دراسة أخرى، نشرت
[ ص: 81 ] عام 2003م، لهيئة الخدمات الصحية في
كاليفورنيا (أنفق عليها أربع وخمسون مليون جنيه إسترليني) حذرت من أن آلاف السكان المقيمين في منازل قريبة من خطوط الشبكات الكهربائية معرضون لمستويات خطرة من شدة المجال الكهرومغناطيسي التي تتولد عنها. وتعتبر هـذه الدراسة الأشمل والأوسع من نوعها حول تأثيرات الموجات الكهرومغناطيسية على صحة الإنسان. وزادت نتائجها من مخاوف خبراء الصحة العامة في
بريطانيا .. ويزيد هـذا البحث الضغوط على الحكومة البريطانية لمنع إنشاء المنازل على مسافة تقل عن 150 ياردة (حوالي 135 مترا) عن خطوط الجهد الكهربائي العالي. كما يفترض البحث أن الموجات الكهرومغناطيسية ، الصادرة من أجهزة تجفيف الشعر ومكائن الحلاقة الكهربائية وغيرها، قد يكون لها دور في ظهور سرطان الدماغ وأمراض تدهور عضلات الحركة كمرض «باركنسون». وفي مشروع لدراسة «لوكيميا» الأطفال شمل جميع حالات «اللوكيميا» المسجلة في دولة
التشيك ، وجد أن حالات الإصابة بالمرض القاتل ازدادت لدى الأطفال بين أعمار السنة إلى الأربع سنوات بنسبة 50% في السنوات 1990 إلى 1998م، وهي الفترة التي انتقلت فيها التشيك من الشيوعية إلى الرأسمالية، وأصبحت تميل إلى نمط الحياة الغربي الذي يعتمد على التقنيات بصورة أساسية. ومن الملاحظ أن أمراض السرطـان نادرة الوجود بين من يعيشون دون كهرباء؛ فهل الكهرباء نعمة أم نقمة هـذا الزمان؟
[ ص: 82 ]