- ضرورة الإطلاع وتسهيل الثقافة العامة للمستهلك
تسعى دول العالم الثالث سعيا حثيثا نحو تحسين الرعاية الصحية والحذر من الأمراض المعدية ومخاطر السرطان والإيدز ، وكذلك الحد من حجم الأسر الكبيرة، وتطوير المتاجر الريفية، وزيادة فرص الاستثمار والتجارة النظيفة، وغير ذلك كثير. تماما كما تسعى شعوب العالم الثالث نحو المزيد من الديمقراطية واختيار حكومات لها مسئولية محددة وواضحة، كذلك يرغب الجميع في الحد من الفساد والعنف وغير ذلك كثير. ولكن الشعوب قد تنسى في غمار ذلك كله أهمية القراءة والإطلاع والاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى. إن الأجيال الحالية لا تستهلك الثقافة العالمية الجديدة المتمثلة في كشف الكثير من مساوئ الحضارة الحديثة! هـذا واقع مؤلم ويزداد سوءا بمرور الأيام، إذ إنه قبل ثلاثين سنة كان هـناك من يؤكد بأن نسبة
[ ص: 177 ] القراء العرب هـي 5%، أي أن هـؤلاء كانوا حوالي 5 ملايين قارئ، إذا اعتمدنا أن عدد العرب كان مائة مليون نسمة.
أما اليوم فقد أكدت كبرى دور النشر العربية أن متوسط النسخ المطبوعة من الكتاب العربي في ثلاث سنوات هـو ثلاثة آلاف نسخـة فقط بما يعني أن نسبة قراء الكتب من بين260 مليون نسمة من العرب لا يزيد على صفر فاصل بعض الأرقام وهذا مؤشر خطير جدا ويستوجب وقفة جدية، حتى أن أحد الناشرين قد أعلن يائسا: إن نصف الكتب التي تطبع لاتباع، ونصف ما يباع لايقرأ، ونصف ما يقرأ لا يفهم، ونصف ما يفهم قد يفهم بالعكس! الكتاب هـو أصل ثقافة المستهلك، وهو حجر زاوية الحضارة وسقفها، ومن السهل حمله واستخدامه في أي مكان وزمان، كذلك من الممكن إيجاد آلاف من العناوين التي لا تسبب الملل أو الاكتئاب، بل تعطي الفائدة والمتعة. الكتاب متعة سهلة متوفرة ومفيدة، وكل ما نحتاجه هـو تشجيع الشباب عليها بأساليب وطرق حديثة ومبتكرة.
ولا أبلغ هـنا من قول
المتنبئ :
وخير مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب