- تقنيات الهندسة الجينية.. الأضرار وسبل الحماية
ما هـي الأضرار المستقبلية الناجمة عن زرع البويضات وتقنيات الهندسة الجينية والاستنساخ، وما كيفية حماية المستهلك من نتائجها السلبية؟
بنوك الحيامين والبويضات، التي تتعامل في بيع وشراء البويضات والأرحام والأجنة، تعمل عن طريق الإعلانات التي تعرض في الإنترنت ، وقد تشكل في هـذا الشأن عصابات ومروجون. وأغلب الظن أن ما يحدث في مناطق عديدة من العالم من جرائم قتل مروعة إنما هـي واجهة لشبكة تمارس تجارة الأعضاء البشرية! ودخل هـذه الشبكة من بيع الأعضاء الوظيفية المنتزعة من الجثث قد يكون مرتفعا جدا، وفقا للأسعار السائدة في سوق الأعضاء البشرية العالمية، وهي سوق سوداء بالضرورة، وقد يصل سعر عضو مثل القلب إلى نصف مليون دولار!
ومن مساوئ التلقيح الصناعي ما يحدث من أخطاء في الأنساب! وذلك نتيجة أخطاء وضع البويضات الملقحة في الأرحام الخاصة بها! وعلى سبيل المثال فقد اضطرت امرأتان بريطانيتان إلى الإجهاض بعد أن تحقق المستشفى من أنه ارتكب خطأ في زرع البويضات الملقحة، وقد أكدت ذلك هـيئة المراقبة المساعدة على التخصيب! وقد تعرضت الامرأتان لسلسلة أخطاء، إذ زرعت بويضة واحدة في رحم الأخرى. وفي يوليو 2002م تحدثت الصحف البريطانية عن خطأ مماثل في عملية زرع لفتاة بيضاء أدت إلى ولادة توأم أسود مع العلم أن زوجها أبيض أيضا. [ ص: 192 ] ويتمادى بعض العلماء في تأييد ثورة المعلومات الجينية التي تسهل الاستنساخ والتوالد المخبري والتي تهدف إلى دمج الجينات الوراثية لخلق كائنات جديدة! إن أخطر ما قد يحدث في هـذا الأمر هـو عزل الجينات وتصنيفها ثم امتلاكها واحتكارها بواسطة الشركات والمؤسسات العلمية وغير العلمية! كما قد يتم شراء الأطفال بمواصفات مسبقة أو يتحكم الوالدان في شكل أبنائهم مما قد يخلق مشاكل قضائية بين الآباء والأبناء.
- بنوك للجينات في مختلف أنحاء العالم
العلماء كادحون في نقل الجينات الوراثية والكشف عن أسرارها، وقد شكل ذلك قفزة نوعية خطيرة خاصة ما يتعلق بالكروموسوم رقم (21) المرتبط بأكثر الاختلالات الوراثية شيوعا ألا وهو مرض المنغلة أو الطفل المنغولي (تناذر داون) . إن الطريق لفهم أسرار أحرف شفرة الوراثة بات مفتوحا تماما، فقد أعلنت مجلة «نيتشر» في فبراير 2001م أن قراءة التركيب الكامل للجينوم البشـري قد اسـتكمل وأن العدد الكلي للجينات البشرية لا يزيد عن بضع وثلاثين ألف جين وهو أكثر بقليل من ضعف عدد جينات ذبابة الفاكهة! هـذا الإنجاز الخطير قد يقدم بعض التسهيلات في مجال كشف وعلاج الأمراض، وقد يستطيع الفنيون في برمجة الجينات إعداد وصفات علاجية لكل إنسان على حدة أو إدخال تغييرات على الجين الواحد باستخدام الحاسوب، كما يمكنهم عمل المسوحات لرصد الخلل في الحمض النووي بإجراءات وقائية ضد الأمراض الخطيرة، وقد تظهر لهذا الكشف مساوئ استغلالية جمة في المستقبل. [ ص: 193 ] وحديثا أفادت دراسة نشرتها مجلة «ساينس» الأميركية عن عملية تعديل جيني تضاعف مدة الحياة بدون تأثـيرات جانبية؛ وقد أوضح الباحثون في جامعة (سان فرنسيسكو) والذين أجروا تلك الدراسة بأن هـذه العملية تقضي بتعديل بعض الجينات (المورثات) التي تنظم النشاط الهرموني في الجسم والموجودة لدى العديد من الكائنات الحية ومنها البشر. وقد أتاحت التقنية، التي تم اختبارها على دودة طولها ميليمتر واحد شائعة الاستخدام في المختبر، تعطيل مجموعة من الجينات عند مراحل مختلفة من حياة الدودة، وذلك لدراسة تأثيرها على طول الحياة، ومنها جينة مسئولة عن ترميز مادة لاقطة للأنسولين وهرمون ينشط النمو، وقد أثبتت دراسات أخرى تأثير هـذا العامل الهرموني على مدة حياة الذبابة والفأرة. ومن المرجح بالتالي أن يكون لها الدور ذاته لدى الإنسان؛ مع تأثير هـذه الجينة على الوظيفة التناسلية.
وقد اكتشف بأنه عند تعطيل الجينة «داف-2» فور الولادة فإن الديدان تعيش مرتين أطـول من غـيرها! إلا أنـها تتناسل بصعوبة. وفي المقـابل إذا ما تركت الجـينة تعمل بشـكل طبيعي حتى سـن البلوغ وتم تعطيلها عند ذاك عاشت الديدان لمدة أطول مع الاحتفاظ بقدرتها التناسلية الطبيعية.
لكن الخطر يظل محدقا بالبشر نظرا للبون الشاسع بينهم وبين الديدان! [ ص: 194 ]
- تشوهات الاستنساخ
إذا بدأ الأطفال المستنسخون بالظهور في المستشفيات فإن العلماء يتنبأون أنهم سيوصلون بأجهزة التنفس؛ لأن قلوبهم ستكون مشوهة! وسيتم أيضا وصلهم بأنابيب إطعام؛ لأن الأطفال المصابين بإعاقة دماغية لن يستطيعوا الرضاعة، وقد يصاب غيرهم بإعاقات جسدية شاملة. وحتى هـؤلاء الذين يولدون بمظهر طبيعي قد يكونون مصابين بالصرع أو الانطواء الذاتي أو السلوك غير الطبيعي. وعادة ما يقوم الأطباء البيطريون بقتل الوليد بطريقة رحيمة، فهل سيقوم أولئك الذين يحاولون استنساخ إنسان بقتل الأطفال؟
ويعتقد بعض الخبراء أن الرصاصة الفعلية في قلب عملية الاستنساخ البشري ستكون ناتجة عن أول قضية يرفعها أبوان على مختبر أو طبيب، بسبب طفل مصاب بأمراض وراثية، على شكل رفع قضية سوء مزاولة! عندها سيصبح جدال علماء اليوم عقيما.
التالي
السابق