الفصل الثاني
المعالجة الحديثية
لحقوق الإنسان
طريقة الإسلام في معالجة قضية حقوق الإنسان أنه يعالج قبل كل شيء الكائن البشري معالجة شاملة لا تترك منه شيئا ولا تغفل فيه عن شيء: جسمه وعقله وروحه، حياته المادية والمعنوية وكل نشاطه على وجه الأرض. فهو يأخذ الكائن البشري على ما هـو عليه، بفطرته التي خلقه الله عليها، لا يغفل عن شيء منها ولا يفرض عليها شيئا ليس في تركيبها الأصيل.
إن المزية الحقة في الإسلام أنه يساير الفطرة فيما هـو أبعد من هـذه الحقيقة. إن الإنسان جسم وعقل وروح، في كيان واحد ممتـزج ومترابط الأجزاء اسمه: «الإنسان». والروح والعقل والجسم كلها تعمل متحدة مترابطة في واقع الحياة.
وهذا الفصل محاولة للإجابة عن التساؤل حول الكيفية التي عالج بها الحديث النبوي العناصر التكوينية للإنسان. [ ص: 101 ]
التالي
السابق