الشاطبي
نشأته.. ومؤلفاته
1- التعريف بالشاطبي
>[1] :
هو أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي، الغرناطي، الشهير بالشاطبي، رائد المقاصد الشرعية وممثلها. اتفق المترجمون له على أنه نشأ وعاش
بغرناطة ، وبها توفي سنة (790هـ) ، بعد أن هـاجر إليها أهله وعاشوا بها في عهد ملوك بني الأحمر، وفي زمن كان فيه فساد الحكم السياسي جليا واضحا، والصراع الدموي على السلطة على أشده؛ فكثرت الدسائس والقتل والنهب، وانقلب ذلك على الحياة اليومية فأفسدها، وبات الانحلال الخلقي طابعا لها و «كثرت البدع، وعم ضررها، واستطار شررها، ودام الانكباب على العمل بها، والسكوت عنها، فصارت كأنها سنن مقررات وشرائع من صاحب الشرع محررات، فاختلط المشروع منها بغيره، فصار الراجع إلى محض السنة كالخارج عنها»
>[2] .
[ ص: 37 ] وقد تفشى داء المذهبية، وما يتصل به من أخلاق الريبة والتعصب والمداهنة. وفي هـذه البيئة المريضـة ظهر الشاطبي، رحمه الله، فحمل لواء دعـوة إصـلاحية جعل قوامها الرجوع إلى الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح.
من الفنون العلمية التي خص بها نفسه وبرع فيها براعة فائقة، ثلاثة هـي: الأصول، والفقه، واللغة، وله مشاركة واسعة في الحديث والتفسير، ولكنه كان أصوليا بالدرجة الأولى، و «كان يغلب عليه الزهد والورع والتمسك بالكتاب والسنة، والنفور الشديد من البدع وأهلها»
>[3] .