- الاستقسام
هو استعمال قداح أو أزلام أو أعواد؛ لطلب معرفة المستقبل، وتعيين ما يجب عمله، قال
ابن العربي : كانت الأزلام «قداحا لقوم، وحجارة لآخرين، وقراطيس لأناس. يكون أحدها غفلا، وفي الثاني: افعل. وفي الثالث: لا تفعل. ثم يخلطها. فإن خرج الغفل أعاد الضرب حتى يخرج له افعل أو لا تفعل، وذلك بحضـرة أصنامهم، فيمتثلون ما يخرج لهم، ويعتقدون أن ذلك هـداية من الصنم لمطلبهم»
>[1] .
[ ص: 93 ] وقد حرم القرآن ذلك:
( وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق ) (المائدة:3) ؛
( ويروي ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل بيت الكعبة وجد فيها صورا فأمر بها فمحيت، ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام، فقال: «قاتلهم الله، والله إن استقسما بالأزلام قط ) >[2] . قال
الشيخ رضا في تعـليل هـذا التحريـم: «لأنه من الخرافـات والأوهام التي لا يركن إليها إلا من كان ضعيـف العقل، يفعـل ما يفعل عن غير بينة ولا بصيرة، ويترك ما يترك عن غير بينة ولا بصيرة، ويجعل نفسه ألعوبة للكهنة والسدنة، ويتفاءل ويتشاءم بما لا فأل فيه ولا شؤم، فلاغرو أن يبطل ذلك دين العقل والبصيرة والبرهان، كما أبطل التطير والكهانة والعيافة والعرافة وسائر خرافات الجاهلية»
>[3] .
ولذلك عمم العلماء هـذه الحكمة وعللوا بها تحريم أنواع أخرى من الاستقسام ، قال
ابن تيمية : «كل ما يحدثه الإنسان بحركة من تغيير شيء من الأجسـام؛ ليستخرج به علم ما يستقبلـه فهو مـن هـذا الجنس»
>[4] ؛ أي: الاستقسـام. لهذا اعتـبر الفقهاء أن استـخراج الفأل من المصحف، أو باستعمال حبات السبحة... ونحو ذلك من الاستقسام المحرم
>[5] . وهو
[ ص: 94 ] ( يدخـل تحـت الوعيـد النبـوي: «لن ينال الدرجات العلى من تكهن، أو استقسم، أو رجع من سفر تطيرا ) >[6] .