وللاستئذان آداب أخرى وهي مرتبة كما يلي:
1- أن يسلم ثم يستأذن
لما روى أبو داود
( عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: ألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له: قل السلام عليكم، أأدخل؟ فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل ) .
2- أن يعلن عن اسمه أو صفته أو كنيته
لما جاء في الصحيحين في حديث الإسراء المشهور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ... فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا قيل: من هذا قال: جبريل، قيل: من معك، قال: محمد ... فأتينا السماء الثانية قيل: من هذا قال: جبريل، قيل: من معك، قال: محمد... فأتينا السماء الثالثة قيل: من هذا، قيل: جبريل، قيل: من معك قيل محمد ... ) >[1] .
[ ص: 145 ]
وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه، يقول:
( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب فقال: من ذا؟ فقلت: أنا، فقال: أنا أنا، كأنه كرهها ) >[2] .
3- أن يستأذن ثلاث مرات
لما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع ) >[3] .
4- أن لا يدق الباب بعنف
ولا سيمـا إن كان رب المنـزل أباه أو أستـاذه أو ذا فضـل.. أخرج البخاري في الأدب المفرد عن أنس ، رضي الله عنه:
( أن أبواب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تقرع بالأصابع ) ، وكان السلف يقرعون أبواب أشياخهم بالأظافر، وهذا يدل على مبالغتهم في الاحترام والأدب.
5- أن يتحول عن الباب عند الاستئذان
روى الطـبراني عن عبد الله بن بسر ، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( لا تأتوا البيوت من أبوابها ولكن ائتوها من جوانبها فاستأذنوا، فإن أذن لكم فادخلوا وإلا فارجعوا ) .
[ ص: 146 ]
وروى أبو داود :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم ) >[4] .
هذه من القواعد المهمـة التي وضعها الإسـلام في آداب الاستئذان، فما على المربين إلا أن يتقيدوا بها ويعلموها أولادهم ليعتادوا في حياتهم الاجتماعية عليها وفي تعاملهم مع الناس
>[5] .