قليل دائم خير من كثير منقطع
هذه القاعدة مستنبطة من جملة نصوص من السنة النبوية أرشد فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلى المداومة على العمل وإثباته ولو كان قليلا، وكره المغالاة في الأعمال، بما يكون مآله الانقطـاع أو التقصير في تكاليف أخرى، فهي وإن كانت صياغتها أقرب إلى الحكم والأمثال إلا أن مقتضاها ضبط سير المسلم في عباداته والتزامه، ومن ثم آثرنا الحفـاظ على الصياغة المعروفة إذ كان المقصود التفقه في المعنى لا في العبارة، ومن النصوص المؤيدة لهذا الضابط:
( قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم : يـا أيها الناس، خـذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل ) >[1] . وقـوله صلى الله عليه وسلم :
( إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ) >[2] ..
( وعن عائشة ، رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة، فقال: من هذه؟ فقلت: امرأة لا تنام، تصلي، قال: عليكم من العمل ما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه ) >[3] .
( وعن أنس ، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبل ممدود بين ساريتين، فقال: «ما هذا؟ قالوا: لزينب ، تصلي، فإذا كسلت أو فترت أمسكت به، فقال: حلوه، ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر قعد ) >[4] .
[ ص: 113 ]