ثانيا: منهجية الدراسة
أ- أهمية الدراسة
تأتي أهمية هذه الدراسة انطلاقا من البنود الآتية:
1- المكانة السامية التي اكتسبتها مدينة القدس في العقيدة الإسلامية، فهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومهبط الأنبياء والرسل؛ والمدينة وما حولها أرض مباركة كانت مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها كان معراجه إلى السماء.
2- الأهمية الخاصة التي تحظى بها مدينة القدس في التطورات السياسية في التاريخ المعاصر منذ الاحتلال الصهيوني لها، مما جعلها محور جميع المشاريع سواء الساعية إلى إنقاذها من الاحتلال، أو تلك المستمرة في تكريس تهويدها في جميع مجالات الحياة.
3- كثرة الدراسات التي تتحدث عن تاريخ المدينة ومكانتها ومعالمها، وقلة الدراسات التي تتناول واقعها الحقيقي سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، فضلا عن وجود الدراسات التي تخرج من نطاق النظرية نحو بلورة رؤية واضحة ومشروع يمكن أن يساهما في رسم خطوة على طريق إنقاذ المدينة وتحريرها.
4- ضرورة أن ينعتق الإنسان العربي والمسلم من حالة الاستلاب الحضاري، والارتهان السياسي، وينطلق إلى ميدان الإنجاز، فقد أصبح [ ص: 44 ] معلوما أن الارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجه مدينة القدس يقتضي أن تتكاثف الجهود وفق منهجية علمية واضحة، وخطة عمل مرحلية، وصولا إلى تحقيق الأهداف المنشودة، أو على الأقل القيام بما يمكن عمله وتسليم الراية للأجيال القادمة.
ب- أهداف الدراسة
1- قراءة الأوضاع المختلفة للمدينة من خلال الخلفيات التاريخية لقضية القدس، وواقعها الحالي في ظل الاحتلال، إلى جانب تحليل الرؤى المستقبلية للمدينة في ضوء التطورات السياسية في الساحة العربية، وعلى الصعيد المتعلق بالاحتلال الصهيوني والمواقف الدولية.
2- بلورة مشروع بصورته الأولية حول إمكانية تحديد الأطر العامة، والمعوقات، والشروط، والقوانين اللازمة في سبيل صياغة ابتدائية لمشروع حضاري نهضوي عربي مسلم تكون ثمرته أو إحدى ثماره إنقاذ وتحرير مدينة القدس.
ج- منهجية البحث
ستعتمد الدراسة بشكل أساسي على المنهجين الوصفي التاريخـي من جهة، وعلى المنهج التحليلي من جهة أخرى، من خلال بيان الخلفيات التاريخية لقضية القدس في بداياتها حتى الآن والتصورات السياسية الحالية لها، إضافة إلى مناقشة محددات المشروع الحضاري [ ص: 45 ] النهضوي وتجلياته لإنقاذ المدينة وشروطه ومعوقاته وقوانينه وآفاق هذا المشروع المستقبلية.
د- فرضيات الدراسة
1- مدينة القدس محتلة وجميع الظروف الداخلية والخارجية تكرس هذا الاحتلال في السنوات المقبلة.
2- المشروع الحضاري النهضوي لإنقاذ مدينة القدس يمكن تحقيقه إذا توافرت الإرادة والرؤية وبرامج العمل والتخطيط......
هـ- المشكلات التي واجهت البحث
1- سيطرة الخطاب التشاؤمي على الدراسات التي تتناول إمكانية وجود مشاريع حضارية نهضوية عربية ومسلمة، ليس لإنقاذ مدينة القدس فقط، بل وفي سبيل تغيير حالة الاستسلام الشاملة التي تعيشها الأمة، ومحاولات فك الارتباط بين العلماء والمثقفين والمربين بالواقع العربي المسلم، والدعوة إلى التخلي عن المسئوليات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية....
2- قلة الدراسات المتخصصة في شتى المجالات والمتعلقة بمستقبل مدينة القدس من زاوية، وإن وجدت فهي انطباعية في بعض حالاتها، إلى جانب قلة الدراسات التي تؤطر لمشاريع حضارية نهضوية من زاوية ثانية، وفي المحصلة فإن معظمها يتحدث عن تجارب شخصية أكثر من كونها دراسات علمية ومؤسسية إلا في بعض الاستثناءات. [ ص: 46 ]
التالي
السابق